وكان يقعد به بعض الجند للمحافظة ، ولعلها فعلت ذلك من نحو سبعين أو ثمانين عاما. وكان ما بين الصحن إلى الباب رواقان كبيران في وسطهما قبو كبير ويعلوهما على الطرفين حجر كثيرة ، إلا أنه لقدمه وعدم العناية به كان سائرا في طريق الخراب ، فمنذ اثنتي عشرة سنة استاجر التاجر محمد زين الدين هذا المكان أعني من الصحن إلى الباب مدة تسع سنوات من دائرة الأوقاف على أن يعمره مخزنا كبيرا مرتفع السقف على صفة مخصوصة ، وقد قام بذلك ولا زال هو المستأجر له. وظهر عند تخريب الحجر العلوية في بعضها قبر فيه جمجمة لعل المدفون به هو الواقف. وبقي من هذه الخانكاه جهتها الشرقية وهي مشتملة على صحن في وسطه حوض مؤلف من ثمانية أحجار ضخمة شمالية قاعة واسعة فيها قبة مرتفعة مبنية من الحجر ، وقبلي الصحن قبلية حسنة البناء من الحجر الأصفر الذي كان يجلب من بعادين ، وبعضه من الحجر الأسود الذي كان يجلب من الأحص ، طولها ١٥ ذراعا وعرضها ١٧ ذراعا ، في وسطها قبة عظيمة الارتفاع من الحجر أيضا ، وفي محرابها عمودان من الرخام الأبيض يعلوهما تاجان من المرمر منقوشان نقشا بديعا ، وشرقي القبلية قبة واسعة فيها ثلاثة قبور لا كتابة عليها ، يغلب على الظن أن المتوسط منها هو قبر أصلان دده المجذوب من رجال القرن الحادي عشر ستأتيك ترجمته هناك ، وقد عرف هذا المكان الآن باسم هذا الرجل لطول إقامته به ودفنه فيه.
وحينما عمر المخزن المتقدم نقل باب الخانقاه القديم إلى شمالي باب المخزن وبني وراءه دهليز طويل ليتوصل بذلك إلى الصحن والقبلية من جهة السوق ، وقد سعى منذ ثلاث سنين مجاور وهذا المكان من أهل السوق فجمعوا من بعضهم ومن أهل المعروف ما رمموا به بعض المكان ، وعملوا هناك مواسير للماء ، وكذلك اهتم به مدير الأوقاف الحالي السيد يحيى الكيالي فرمم قسما كبيرا منه داخلا وخارجا ، وذلك منذ عامين ، وعسى أن يوجه عنايته لإكمال ترميمه ليعود إلى هذا الأثر القديم بهجته الأولى والله الموفق.
٨٦ ـ أحمد بن هبة الله بن العديم المتوفى سنة ٥١٤
أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن أبي جرادة بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل أبو