سلامة النجار وجماعة غيرهم ، وسمع من والده وابن اللتي وابن الأميري القزويني وابن رواحة وابن خليل ، وسماعه من ابن اللتي بحلب ، وتفقه وبرع في الفقه وتميز في عدة فنون من الفضائل ، ودرس ببلده وأفتى وخطب ووعظ وفسر ، وولي هذه المناصب عقيب موت والده وعمره خمس وعشرون سنة ، إلى أن نزع عن البلد وهاجر إلى دمشق واستوطنها بعد استيلاء التتر على حران. وكان أبوه مجد الدين من العلماء الأعلام ، وهو والد الشيخ الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيميّة الإمام المشهور. ولعبد الحليم هذا إجازة من ابن الزبيدي والسهروردي وعمر بن كرم وعبد اللطيف ابن الطبري وعز الدين ابن الأثير وابن الأنجب الحمامي وأبي صالح نصر بن الجيلي ، وأجازه الموفق عبد اللطيف البغدادي سنة ثمان وعشرين وستمائة (هكذا وهو سهو لأن مولده سنة ٦٢٧ فليحرر). ومن ابن العماد وعيسى من الإسكندرية ومن جماعة من ديار مصر ودمشق وحلب. مات ليلة الأحد سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وستمائة ودفن بمقابر الصوفية بدمشق رحمهالله تعالى ا ه. (المنهل الصافي).
٢٦٣ ـ عيسى بن مهنا أمير العرب المتوفى سنة ٦٨٣
عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن غضيّة بن فضل بن ربيعة الأمير شرف الدين أمير آل فضل. قال ابن خطيب الناصرية : كان ملك العرب في وقته والمشار إليه منهم ، وكان له منزلة عظيمة عند الملك الظاهر بيبرس ، ثم تضاعفت عند الملك المنصور قلاوون بحيث ضاعف حرمته وإقطاعه وملكه مدينة تدمر بعقد البيع والشراء وأورد عنه ثمنها لبيت المال المعمور ليأمن غائلة ذلك. وكان عيسى المذكور كريم الأخلاق حسن الجوار مكفوف الشر مبذول الخير ، ولم يكن في العرب وملوكها من يضاهيه ، وعنده ديانة وصدق لهجة ، ولا يسلك مسالك العرب في النهب وغيره. وكان به نفع للمسلمين ، منها أنه كان يكف العدو عن حلب ومعاملتها ، ومنها في وقعة الملك المنصور قلاوون مع التتار بحمص سنة ثمانين وستمائة فإنه جاء وقت الوقعة واعترض التتار من خلفهم فتمت هزيمة التتار به. وكانت البلاد في زمانه في غاية الأمن إلى أن توفي سنة ثلاث وثمانين وستمائة وولي بعده ولده حسام الدين مهنا رحمهالله تعالى ا ه. (المنهل الصافي).