١١٢ ـ حميد بن منقذ المتوفى سنة ٥٦٤
حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنايم الكناني المنقذ الملقب بمكين الدولة ، ولد بشيزر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ونشأ بها ، وانتقل إلى دمشق فسكنها مدة طويلة ، واكتتب في العسكر ، وكان يحفظ القرآن ، وذكر أنه حفظه في مدة قريبة. وله شعر حسن فيه شجاعة وعفاف. أنشدنا أبو الغنائم لنفسه :
ما بعد جلّق للمرتاد منزلة |
|
ولا كسكانها في الأرض سكان |
فكلها بمجال الطرف منتزه |
|
وكلهم لصروف الدهر أقران |
وهم وإن بعدوا مني بنسبتهم |
|
إذا بلوتهم بالودّ إخوان |
وله فيها :
وبلدة جمعت من كل مبهجة |
|
فما يفوت لمرتاد بها وطر |
بكل مشترف من ربعها أفق |
|
وكل مشترف من أفقها قمر |
قال لنا أبو الغنائم : واشتقت إلى تربة أخي يحيى رحمهالله وأنا بماردين فعملت :
بالشام لي جدث وجدت بفقده |
|
وجدا يكاد القلب منه يذوب |
فيه من البأس المهيب صواعق |
|
تخشى ومن ماء السماء قليب |
فارقت حتى حسن صبري بعده |
|
وهجرت حتى النوم وهو حبيب |
قال : وعملت شعرا وقد خرجنا إلى الحرب وتذكرت أخي يحيى رحمهالله :
يذكرني يحيى الرماح شوارعا |
|
وبيض المواضي جرّدت للوقائع |
وأقسم ما رؤياه في العين بهجة |
|
بأحسن من أوصافه في المسامع |
قال : وعملت في الخمر لسبب أوجب لي ذلك :
وقهوة كدموع الصبّ صافية |
|
تكاد بالكاس بين الشرب تلتهب |
يطفو الحباب عليها وهي راسية |
|
كأنه فضة من تحتها ذهب |
قال : وعملت فيها أيضا :