الخانكاه البهائية :
ومن آثاره الخانكاه البهائية. قال أبو ذر : وهي بالقرب من دار الحديث التي أنشأها إلى جانب مدرسته وتربته كانت دارا يسكنها ا ه.
ذكر ما كان هناك من الآثار :
قال أبو ذر في الكلام على الرباطات : رباط بالقرب من صاحبية ابن شداد يعرف بإقامة عبد الولي البعلبكي ا ه.
أقول : ولا أثر الآن لتلك الخانقاه ولا لهذا الرباط.
تتمة الكلام على المدرسة السلطانية تجاه القلعة :
تكلمنا في الجزء الثاني في صحيفة (١٨١) على المدرسة السلطانية وقلنا ثمة : إن أول مدرس بها كان القاضي بهاء الدين بن شداد. ثم رأيت أبا ذر في كنوز الذهب تكلم على هذه المدرسة فأحببت ذكره هنا لما فيه من الفوائد قال :
هذه المدرسة تعرف قديما بالظاهرية ، وهي تجاه باب القلعة ، وهي مشتركة بين الطائفتين الشافعية والحنفية ، كان الملك الظاهر قد أسسها وتوفي ولم يتمها ، وبقيت مدة حتى شرع طغريل أتابك العزيز فيها فعمرها وكملها سنة عشرين وستماية. وهذه المدرسة مبنية بالحجارة الهرقلية المحكمة ومحرابها من أعاجيب الدنيا في جودة التركيب وحسن الرخام ، وأراد تيمور أخذه فقيل له إنه إذا أزيل لا يتركب على حاله الأول فأبقاه.
وهي كثيرة الخلاوي للفقهاء ، وبركتها ينزل إليها بدرج. وأول من درس بها وافتتحت به القاضي بهاء الدين بن شداد فذكر فيها الدرس يوما واحدا وهو يوم السبت ثامن عشر شعبان من السنة المذكورة وولي نظرها ، فولاها القاضي زين الدين أبا محمد عبد الله الأسدي قاضي القضاة بحلب ، فلم يزل مدرسا بها إلى أن توفي سنة خمس وثلاثين وستماية ، وكان يدرس بها المذهبين ، فوليها بعده ولده القاضي كمال الدين أبو بكر بن أحمد ، ولم يزل بها إلى استيلاء التتر على حلب ، وكان أيضا يدرس المذهبين الشافعية والحنفية.
ثم قال : وأعلم أن هذه المدرسة قبل محنة تيمر لما كان والدي مشتغلا بالعلم كانت