وكان أبو نمير يتعبد فيه واسمه عبد الرزاق بن عبد السلام ، توفي بحلب سنة خمس وعشرين وأربعمائة وقبره خارج باب قنسرين تحت قلعة الشريف بالقرب من الخندق تنذر له النذور ويزار إلى يومنا هذا ا ه.
أقول : إن التربة التي هي خارج محلة باب قنسرين التي يحدها قبلة المجزرة (المسلخ) وشرقا الخندق وغربا الطريق الذي يذهب منه إلى محلة المغاير قد تسمت باسم الشيخ أبي نمير وهي مشهورة به ، وقبر الشيخ قريب من الخندق وقد جدد في مدة ولاية جميل باشا وأظن أنه هو المجدد له.
وإلى زماننا هذا وللناس فيه اعتقاد عظيم وهو مقصود لديهم في الزيارة خصوصا النساء يزورونه وينذرون له النذور ، وقد خصصوا زيارته يوم السبت قبل طلوع الشمس فتجد الناس في هذا الوقت متوجهين زرافات ووحدانا لزيارته ، ولا أدري الحكمة في تخصيصهم هذا اليوم وهذا الوقت للزيارة.
٦٠ ـ ظفر بن مظفر بن كتبة المتوفى سنة ٤٢٩
ظفر بن مظفر بن عبد الله بن كتبة أبو الحسين الحلبي التاجر الفقيه الشافعي ، سمع عبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبا الحسن عبيد الله بن حسن الوراق. روى عنه علي الحنائي وأبو سعد السمان وعبد العزيز الكتاني ومحمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر.
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن ظفر ابن مظفر الناصري الفقيه قراءة عليه ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب وأبو القاسم علي بن يعقوب قال : أنبأنا أبو يعقوب المروروذي قال :
سمعت محمد بن مصعب يقول : قال فضيل بن عياض : ما كان ينبغي أن يكون أحد أطول حزنا ولا أكثر بكاء ولا أدوم صلاة من العلماء في هذه الدنيا ، لأنهم الدعاة إلى الله عزوجل.
أخبرنا أبو محمد أيضا حدثنا عبد العزيز قال : توفي الفقيه أبو الحسن ظفر بن المظفر الناصري في شوال سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، حدث عن عبد الرحمن بن عمر بن نصر بشيء يسير ، وذكر أبو بكر الحداد أنه فقيه شافعي ثقة ا ه (ابن عساكر).