فتنة التتر فقتل فيها ، وآل تدريسها إلى شيخنا الشيخ شمس الدين بن سلامة وسكن بها ، وآلت بعد وفاته لشيخنا العلامة محب الدين بن الشحنة الحنفي ، فدرس بها درسا حافلا من أول سورة البقرة ، ونقل كلام الزمخشري عليه لوالده ... (هنا سطور على الهامش ممحوة بتاتا). ومن جملة أوقافها حصة في لفحناز من عمل معرة مصرين ا ه. وفي الدر المنتخب : شرط منشئها لمدرسها كفايته وكفاية عياله.
أقول : الباقي من هذه المدرسة قبليتها ، وعمر في الجهة الشرقية منها بعض حجر صغيرة ليست محكمة البناء ، وما عدا ذلك فهو عرصة. وقد شرعت دائرة الأوقاف هذه السنة وهي سنة ١٣٤٤ في هدمها لتبنيها خانا أو حوانيت.
٢٥٢ ـ أحمد بن عبد الله الأسدي المعروف بابن الأستاذ المتوفى سنة ٦٦٢
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن رافع أبو العباس كمال الدين الأسدي الحلبي الشافعي المعروف بابن الأستاذ ، قاضي القضاة بحلب وأعمالها. مولده ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وستماية. سمع من أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي ومن جماعة كثيرة غيره ، وحدث ودرس ، وولي الحكم بحلب وأعمالها سنة ثمان وثلاثين وستماية وهو في عنفوان شبابه ، فحمدت سيرته وشكرت طريقته ، وكان سديد الأحكام وله المكانة العظيمة عند الملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمهالله وسائر أرباب الدولة ، وكلمته نافذة وحرمته وافرة ومكارمه مشهورة ومناقبه مذكورة. ولم يزل على ذلك حتى تملك التتر حلب وقلعتها في سنة ثمان وخمسين ومن الله تعالى بكسرهم في رمضان من السنة المذكورة ، وكان قاضي القضاة كمال الدين قد نكب وأصيب بأهله وماله وبلده ، فقدم إلى الديار المصرية ودرس بالمدرسة المعزية بمصر وبالمدرسة الكنهارية بالقاهرة ، وأقام على ذلك إلى أول هذه السنة فوض إليه الحكم بحلب وأعمالها على عادته ، فحمله حب الوطن على الإجابة فعاد إلى حلب وأقام بها مدة أشهر وتوفي بها في نصف شوال ودفن من الغد رحمهالله.
كان رئيسا جليلا عظيم المقدار جوادا سمحا دينا تقيا حسن الاعتقاد بالفقراء والصالحين كثير المحبة لهم والميل إليهم والبر بهم والإيمان بكراماتهم ، لا ينكر ما يحكى عنهم من خرق