الرحمن بن الحسن الرئيس معين الدين أبو محمد بن تاج الدين أبي المحاسن بن العجمي الحلبي. قرأت في تاريخ شيخنا أبي محمد بن حبيب رحمهالله تعالى سنة تسع وأربعين وسبعمائة : وفيها توفي الرئيس معين الدين أبو محمد بن عبد اللطيف بن تاج الدين أبي المحاسن يوسف ابن إسماعيل بن عبد الكريم بن عثمان بن الشهيد شهاب الدين أبي صالح عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن العجمي الحلبي. كان ماجدا أصيلا كاتبا جليلا ، حسن المحاضرة والطريقة ، معينا لأصحابه على الحقيقة ، نازلا عن النعمة في روضها المريع ، معدودا من أكابر بيته الرفيع. باشر كتابة الإنشاء وغيرها من الوظائف ، ثم أعرض عن ذلك في آخر عمره واشتغل بما ينجيه من المخاوف. انتهى.
أنشدنا الشيخ بدر الدين أبو محمد الحسن بن حبيب إجازة ، أنشدنا يعني معين الدين عبد اللطيف بن العجمي بالمدرسة الشرفية من حلب لبعض أهل الأدب :
أما الديار فإن عندي شاغلا |
|
عنها لمعظم لوعتي ومصابي |
ما كنت أنظرها فأدرك حسنها |
|
إلا بأعين رفقتي وصحابي |
ماتوا وشبت فما انتفاعي بالبقا |
|
بعد المشيب وفرقة الأحباب |
وكانت وفاته بحلب وقد نيف على السبعين تغمده الله برحمته ا ه. (الدر المنتخب).
٣٥٠ ـ يوسف بن مظفر بن الوردي المتوفى سنة ٧٤٩
يوسف بن مظفر بن عمر بن أبي الفوارس محمد المعري جمال الدين بن الوردي أخو زين الدين عمر ، وهو الأكبر. ولد قبل سنة ثمانين وستمائة ، وسمع المسلسل على ابن السكري (أنا) ابن الحميري. وكان فقيها ماهرا حفظ التنبيه واشتغل بالحاوي ، وكان ينقل من الرافعي الكبير مع فقه نفس وجود يد. وولي قضاء بلاد معاملات حلب. وكان ضعيفا في العربية طويل القامة. ولأخيه زين الدين فيه عدة مقطعات من مديح ومعاتبة وغير ذلك. مات في أواخر ذي القعدة سنة ٧٤٩ في الطاعون أيضا ، وفيه يقول أخوه :
أخ أبقى ببذل المال ذكرا |
|
وإن لاموه فيه ووبّخوه |
أزال فراقه لذات ذكري |
|
وكلّ أخ مفارقه أخوه |