فوقه وفهم ذلك قبل وصوله فتهلل وجهه ودخل فأكرموه كرامة عظيمة وجلس إلى جانب السلطان ، وكان له اختصاص بالملك الصالح نجم الدين الأيوبي ، فلما تملك الصالح إسماعيل حبسه وضيّق عليه ، ثم أفرج عنه وتوجه إلى مصر ، وقد ناب في السلطنة بدمشق لنجم الدين أيوب عقيب الخوارزمية وجاء فحاصر بعلبك سنة أربع وأربعين وبها أولاد الصالح إسماعيل فسلموها بالأمان. ثم ناب في السلطنة بمصر ، وتوفي أبوه عنده فبنى على قبره قبة ، وكان على نيابة السلطنة عند موته للصالح نجم الدين ، فجهز القصاد إلى حصن كيفا إلى الملك المعظم ليسرع. ثم حج الأمير حسام الدين سنة تسع وأربعين وأصابه في أواخر عمره صرع وتزايد به وكثر ، فكان سبب موته. وكان مولده بحلب سنة اثنتين وتسعين وخمسماية ، وأصله من إربل : وله شعر جيد وأدب ا ه (ذهبي من وفيات سنة ثمان وخمسين وستماية).
٢٥٠ ـ عبد الرحمن بن عبد الرحيم العجمي باني الشرفية المتوفى سنة ٦٥٨
عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن الحسين بن علي أبو طالب شرف الدين بن العجمي الحلبي الشافعي من بيت العلم والرياسة بحلب. درس بالظاهرية ووقف مدرسة بحلب ودفن بها ، وكانت وفاته حين دخلت التتار حلب في صفر سنة ثمان وخمسين وستماية ، فعذبوه بأن صبوا عليه ماء باردا في الشتاء فتشنج حتى مات رحمهالله تعالى ا ه. (من البداية والنهاية لابن كثير).
وقال اليونيني في الذيل : سمع من ابن طبرزد وغيره ، وكان من الرؤساء المشهورين ، معروف بجلالة القدر ومكارم الأخلاق ، وله بر ومعروف (لعله لذلك عرف بقاضي الحاجات واشتهر به إلى زماننا هذا). وكانت وفاته في الرابع والعشرين من صفر بعد وقعة التتر. ولما هجم التتر حلب عذبوه في الشتاء بأن صبوا عليه الماء البارد ليدفع لهم المال ، فتشنج وأقام أياما ثم مات. وكان يدرس بالمدرسة الظاهرية خارج حلب. ومولده في سنة تسع وستين وخمسمائة بحلب وبيته مشهور بالتقدم والجلالة والسنة والعلم والحديث رحمهالله تعالى ا ه.