راكبة البحر. وفيها قاض للمسلمين وجامع يصلون فيه وأذان في أوقات الصلوات الخمس. وعادة الروم إذا سمعوا الأذان أن يضربوا الناقوس. وقاضي المسلمين الذي بها من قبل الروم. ومن عجائب هذا أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي كل واحدة منهن ، ويتزايد الفسقة فيهن لليلتها تلك ، ويؤخذن إلى الفنادق التي هي الخانات لسكنى الغرباء بعد أن تأخذ كل واحدة منهن خاتما هو خاتم المطران حجة بيدها من تعقب الوالي لها ، فإنه متى وجد خاطيا مع خاطية بغير ختم المطران ألزمه جناية.
وفي البلد من الحبساء والزهاد في الصوامع والجبال كل فاضل يضيق الوقت عن ذكر أحوالهم والألفاظ الصادرة عن صفاء عقولهم.
ومن مشاهير تصانيف ابن بطلان كتاب تقويم الصحة في قوى الأغذية ودفع مضارها مجدول. كتاب دعوة الأطباء مقامة ظريفة. رسالة اشتراء الرقيق.
وهنا ذكر القفطي فصولا من رسالة أرسلها ابن بطلان لابن رضوان بمصر وهي طويلة الذيل وليست من غرضنا.
ثم قال : ولما دخل ابن بطلان إلى حلب وتقدم عند المستولي عليها سأله رد أمر النصارى في عبادتهم إليه ، فولاه ذلك وأخذ في إقامة القوانين الدينية على أحوالهم وشروطهم فكرهوه. وكان بحلب رجل كاتب طبيب نصراني يعرف بالحكيم أبي الخير بن شرارة ، وكان إذا اجتمع به وناظره في أمر الطب يستطيل عليه ابن بطلان بما عنده من التقاسيم المنطقية فينقطع في يده ، وإذا خرج عنه حمله الغيظ على الوقيعة فيه ، ويحمل عليه نصارى حلب ، فلم يمكن ابن بطلان المقام بين أظهرهم ، وخرج عنهم ، وكان ابن شراراة بعد ذلك يقول : لم يكن اعتقاده مرضيا. ويذكر عن راهب أنطاكي أنه حكى له أن الموضع الذي فيه قبر ابن بطلان من الكنيسة التي قد استوطنها وجعلها معبدا لنفسه متى ما أوقد فيه سراج انطفأ. ويقول عنه أمثال هذه الأقوال. وللحلبيين النصارى هجو قالوه عندما تولى أمرهم في كنائسهم وتقرير صلواتهم وعباداتهم على أصولهم ا ه.
عناية ابن بطلان ببناء البيمارستانات بأنطاكية وحلب
قال أبو ذر في كنوز الذهب : اعلم أن المختار بن الحسن المتطبب دخل حلب سنة