وياروق بفتح الياء المثناة من تحتها وبعد الألف راء مضمومة ثم واو ساكنة وفي الآخر قاف. وقويق بضم القاف وفتح الواو وسكون الياء المثناة وبعدها قاف وهو نهر صغير بظاهر حلب يجري في الشتاء والربيع وينقطع في الصيف (علة قديمة) وقد ذكرته الشعراء في أشعارهم كثيرا خصوصا أبا عبادة البحتري فإنه كرر ذكره في عدة قصائد ، فمن ذلك قوله في جملة قصيدة :
يا برق أسفر عن قويق فطرّتي |
|
حلب فأعلى القصر من بطياس |
عن منبت الورد المعصفر صبغه |
|
في كل ناحية ومجنى الآس |
أرض إذا استوحشت ثم أتيتها |
|
حشدت علي فأكثرت إيناسي |
وبطياس بفتح الباء الموحدة (في المعجم بكسر الباء) وسكون الطاء المهملة وفتح الياء المثناة من تحتها وبعد الألف سين مهملة ، وهي قرية كانت بظاهر حلب ودثرت ولم يبق لها اليوم أثر. وكان صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضياللهعنهم قد بنى بها قصرا وسكنه هو وبنوه ، وهو بين النيرب والصالحية ، وهما قريتان في شرقي حلب ، وكان القصر على الرابية المشرفة على النيرب ولم يبق منه في هذا الزمان سوى آثار دارسة. هكذا وجدته مضبوطا بخط بعض الفضلاء من أهل حلب ا ه.
١١٥ ـ أسد الدين شيركوه المتوفى سنة ٥٦٤
الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي عم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، تقدم شيء من ترجمته في ترجمة ابن أخيه في الجزء الأول وأنه كان مقدما عند السلطان نور الدين الشهيد ثم عند ابن أخيه السلطان صلاح الدين أيوب ، وقد كان ابن أخيه أرسله للبلاد المصرية ، وسبب ذلك كما ذكره ابن خلكان في ترجمته أن الفرنج لما وصلوا إلى بلبيس (من بلاد مصر) وملكوها وقتلوا أهلها في سنة أربع وستين سيروا إلى أسد الدين وطلبوه ومنّوه ودخلوا في مرضاته لأن ينجدهم ، فحضر إليهم وطرد الفرنج عنهم ، وكان وصوله إلى مصر في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة ، وعزم شاور على قتله وقتل الأمراء الكبار الذين معه ، فبادروه وقتلوه. وتولى أسد الدين الوزارة في ربيع الآخر وأقام بها شهرين وخمسة أيام ، ثم توفي فجأة في الثالث والعشرين من جمادى الاخرة سنة أربع وستين