منه ووصله. ولم يزل الملك الصالح بعينتاب إلى أن توفي بها سنة إحدى وخمسين وستماية ، وعمل له الملك الناصر صاحب الشام العزاء بدار السعادة. ورثاه الشعراء وخلف ولدا واحدا ذكرا رحمهالله تعالى ا ه (المنهل الصافي).
٢١٩ ـ محمد بن طلحة القرشي المتوفى سنة ٦٥٢
محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن الشيخ كمال الدين أبو سالم القرشي العدوي النصيبي الشافعي المفتي. ولد بالعمرية من قرى نصيبين سنة اثنتين وثمانين ، وتفقه وبرع في المذهب. وسمع بنيسابور من المؤيد الطوسي وزينب الشعرية ، وحدث بحلب ودمشق. وكان صدرا معظما محتشما ، وترسل عن الملوك. ولي الوزارة بدمشق ثم تركها وتزهد وخرج عن ملبوسه وانكمش عن الناس وترك مماليكه ودوابه ولبس ثوب قطن وتخفيفة ، وكان يسكن الأمينية فخرج منها واختفى ولم يعلم مكانه ، وسبب ذلك أن الناصر عينه للوزارة وكتب تقليده ، فكتب إلى الناصر يعتذر إليه. قال الشيخ شمس الدين : ودخل في شيء من الهذيان والضلال ، وعمل دائرة للحروف ، وادعى أنه استخرج علم الغيب وعلم الساعة. توفي بحلب سنة اثنتين وخمسين وستماية وقد جاوز السبعين ا ه (من الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي).
وقال الصلاح المذكور في تاريخه المرتب على السنين في حوادث سنة ٦٥٢ : وفيها توفي الشيخ الإمام العلامة القدوة كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد القرشي. ولد في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكان فاضلا عالما ، تولى القضاء بنصيبين والخطابة بدمشق ، ثم طلب ليولوه الوزارة بدمشق فأيقظه الله تعالى وزهده في الدنيا ، وانقطع وحج في هذه السنة. فلما رجع أقام بدمشق قليلا ، ثم سافر إلى حلب فتوفي بها رحمهالله. وله كتاب سماه «العقد الفريد» (١) جمع فيه كل شيء ، وكتاب «في علم الحرف» (٢) ، وكتاب «الدر المنظم في اسم الله الأعظم» (٣).
__________________
(١) طبع في مصر.
(٢) منه نسخة في بيت الحسبي بحلب.
(٣) يوجد نسخة منه في مكتبة عموجه حسين باشا بالآستانة ورقمها ٣٤٦. وانظر ما كتبه في كشف الظنون على هذا الكتاب.