شيء من هذه الشروط ، ولا يقومون بشيء من هذه الأعمال. وقد درست معالم تلك الوظيفة الجليلة ولم يبق منها سوى اسمها ولله في خلقه شؤون.
١٣٣ ـ الأمير الفقيه عيسى الهكاري المتوفى سنة ٥٨٥
الفقيه أبو محمد عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن أحمد بن يوسف بن القاسم ابن عيسى بن محمد بن القاسم بن محمد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، ويقال له الهكاري الملقب ضياء الدين.
كان أحد الأمراء بالدولة الصلاحية كبير القدر وافر الحرمة معولّا عليه في الآراء والمشورات. وكان في مبدأ أمره يشتغل بالفقه بالمدرسة الزجاجية بمدينة حلب ، فاتصل بالأمير أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين وصار إمامه يصلي به الفرائض الخمس. ولما توجه الأمير أسد الدين إلى الديار المصرية وتولى الوزارة بها كان في صحبته. ولما توفي أسد الدين اتفق الفقيه عيسى المذكور والطواشي بهاء الدين قراقوش على ترتيب السلطان صلاح الدين موضعه في الوزارة ، ودققا الحيلة في ذلك حتى بلغا المقصود ، فلما تولى صلاح الدين رأى له ذلك واعتمد عليه ولم يكن يخرج عن رأيه ، وكان كثير الإدلال عليه يخاطبه بما لا يقدر عليه غيره من الكلام. وكان واسطة خير للناس نفع بجاهه خلقا كثيرا.
ولم يزل على مكانته وتوفر حرمته إلى أن توفي يوم الثلاثاء التاسع من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمسمائة بالمخيم بمنزلة الخرّوبة ، ثم نقل إلى القدس ودفن بظاهرها.
وكان يلبس زي الأجناد ويعتم بعمائم الفقهاء فيجمع بين اللباسين. والخرّوبة بفتح الخاء وتشديد الراء موقع بالقرب من عكا ا ه ابن خلكان.
وترجمه السبكي في طبقاته فقال : هو الأمير ضياء الذين عيسى بن محمد الهكاري الفقيه المحقق أكبر أمراء الدولة الصلاحية ، تفقه بالجزيرة على الإمام أبي القاسم بن البرزي ، ثم انتقل إلى حلب وسمع الحديث من الحافظين أبي طاهر السلفي وأبي القاسم بن عساكر وحدث. سمع منه القاضي محمد بن علي الأنصاري وغيره.
وكان من مبادي سعده أنه اتصل بخدمة الملك أسد الدين شيركوه وصار إمامه في