قال ابن السمعاني : كنت آنس به كثيرا ، وكان أحد عباد الله الصالحين ، خرجنا جملة إلى نوقان لسماع تفسير الثعلبي ، فلمحت منه أخلاقا وأحوالا قلما تجتمع في أحد من الورعين.
وقال الحافظ ابن عساكر : ندب للتدريس بحماة فمضى إليها ، ثم ندب للتدريس بحلب فمضى ودرس بها المذهب بمدرسة ابن العجمي وكان ثبتا صلبا في السنة. توفي بحلب في ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة ا ه (الطبقات الكبرى للسبكي).
٩٩ ـ علي بن عبد الله بن أبي جرادة العقيلي المتوفى سنة ٥٤٦
علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة أبو الحسن العقيلي الحلبي المعروف بالأنطاكي لسكناه بحلب عند باب أنطاكية.
قال ابن السمعاني : غزير الفضل وافر العقل دمث الأخلاق ، له معرفة بالأدب واللغة والحساب والنجوم ، وله خط حسن. سمع من عبد الله بن إسماعيل الحلبي وهو أجود شيخ له وأبي الفتيان محمد بن سلطان بن حيّوس. قال : وقرأت عليه أجزاء في منزله وعلقت عنه قصائد وخرجت من عنده يوما فرآني بعض الصالحين فقال : أين كنت؟ قلت : عند أبي الحسن بن أبي جرادة ، قرأت عليه شيئا من الحديث ، فأنكر عليّ قال : ذاك يقرأ عليه الحديث ، قلت : ولم؟ هل هو إلا متشيع يرى رأي الحلبيين ، فقال : ليته اقتصر على هذا ، بل يقول بالنجوم ويرى رأي الأوائل ا ه (ذهبي من وفيات سنة خمسمائة وست وأربعين).
أقول : والذهبي نقل ترجمته عن ياقوت في معجم الأدباء ، وقد قال ياقوت بعد قوله ويرى رأي الأوائل : وسمعت (هذا من كلام السمعاني) بعض الحلبيين يتهمه بذلك ، وسألته عن مولده فقال في محرم سنة ٤٦١ بحلب. وأنشدني لنفسه :
يا ظباء البان قولا بيّنا |
|
من لنا منكم بظبي ملّنا |
يشبه البدر بعادا وسنا |
|
من نفى عن مقلتيّ الوسنا |
فتكت ألحاظه من مهجتي |
|
فتك بيض الهند أو سمر القنا |
يصرع الأبطال في نجدته |
|
إن رمى عن قوسه أو إن رنا |
دان أهل الدل والحسن له |
|
مثل ما دانت لمولانا الدنا |