وبان فضله ، وسمع من أبي إسحق الكاشغري وأبي بكر بن الخازن. وكان صدرا معظما متبحرا في المذهب وغوامضه موصوفا بالذكاء وحسن المناظرة ، انتهت إليه رياسة المذهب بدمشق ، ودرس بالريحانية والظاهرية ، وولي نظر الدواوين ، وولي نظر الأوقاف. وكان معمارا مهندسا كاتبا موصوفا بحسن الإنصاف في البحث. وكان يقول : أنا على مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع ومذهب الإمام أحمد في الأصول. وكان يحب الحديث والسنة. سمع منه ابن الخباز وابن العطار والفرضي والمزي والبرزالي وابن تيميّة وابن حبيب والمقاتلي وأبو بكر الرحبي وابن النابلسي. وتوفي سنة خمس وثمانين وستماية ودفن بتربته بالمزة ، وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة والأعيان. وفيه يقول علاء الدين الوداعي وقد قرر قواعد مذهب أبي حنيفة رضياللهعنه ويعرض بذكر ولده شهاب الدين يوسف ومن خطه نقلت :
ومن مثل محيي الدين دامت حياته |
|
إلى مذهب الدين الحنيفيّ يرشد |
لقد أشبه النعمان وهو حقيقة |
|
أبو يوسف في علمه ومحمد |
ا ه (الوافي بالوفيات).
وذكره القرشي في طبقات الحنفية وقال : إنه ولي قضاء حلب ، لكن قال : إن وفاته ليلة سلخ ذي الحجة مستهل الحرم سنة ست وتسعين وستمائة. ولا أدري أيهما أصح ، ما قاله القرشي أو ما قاله الصلاح الصفدي.
وقال القرشي : مات له ولد فرثاه بأبيات ثلاثة وهي :
الله يعلم ما في القلب من أسف |
|
على فراقك يا سمعي ويا بصري |
إذا تذكرت شملا كان مشتملا |
|
فإن نفسي في الدنيا على خطر |
وإن حللت محلا كنت مؤنسه |
|
ناديت لا أوحش الرحمن من عمر |
٢٦٧ ـ محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون المتوفى سنة ٦٨٥
محمد بن عبد السلام بن المطهر بن أبي عصرون الفقيه المسند أبو عبد الله التميمي الشافعي. ولد سنة عشر وستماية بحلب ، وسمع بها من أبي الحسن بن روزبه ومكرم بن