٦٩ ـ ثابت بن أسلم الشيعي المتوفى سنة ٤٦٠
ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب أبو الحسن الحلبي ، أحد علماء الشيعة ، وكان من كبار النحاة. صنفت كتابا في تعليل قراءة عاصم وأنها قراءة قريش. وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح. تصدر للإفادة بعده ، وتولى خزانة الكتب بحلب ، فقال من بحلب من الإسماعيلية : إن هذا يفسد الدعوة. وكان قد صنف كتابا في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم ، فحمل إلى صاحب مصر فأمر بصلبه فصلب وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان ا ه. (ذهبي من وفيات حدود ستين وأربعمائة).
أقول : ويجدر أن أذكر هنا ما ذكره ابن خلكان في تاريخه في ترجمة تاج الدين الخراساني المسعودي قال : حكى أبو البركات الهاشمي الحلبي قال : لما دخل صلاح الدين إلى حلب سنة تسع وسبعين وخمسمائة نزل المسعودي المذكور إلى جامع حلب وقعد في خزانة كتبها للوقف ، واختار منها جملة أخذها لم يمنعه منها مانع ، ولقد رأيته يحشوها في عدل ا ه.
٧٠ ـ علي بن منصور بن طالب الملقب بدوخلة. كان حيا في سنة ٤٦١
علي بن منصور بن طالب الحلبي الملقب بدوخلة ، يعرف بابن القارح ، وهو الذي كتب إلى أبي العلاء المعري رسالة مشهورة تعرف برسالة ابن القارح ، وأجابه عنها أبو العلاء برسالة الغفران. يكنى أبا الحسن.
قال ابن عبد الرحيم : هو شيخ من أهل الأدب شاهدناه ببغداد ، راوية للأخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والشعر ، قؤوما بالنحو. وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي ، ثم لازمه وقرأ عليه على زعمه جميع كتبه وسماعاته. وكانت معيشته التعليم بالشام ومصر. وكان يحكى أنه كان مؤدبا لأبي القاسم المغربي الذي وزر ببغداد ، لقّاه الله سيىء أفعاله ، كذا قال. وله فيه هجو كثير ، وكان يذمه ويعدد معايبه ، وشعره يجري مجرى المعلمين قليل الحلاوة خاليا من الطلاوة. وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة ٤٦١ ، فإنا كنا مقيمين بها ، واجتاز بنا وأقام عندنا مدة ، ثم توجه إلى الموصل ، وبلغني وفاته من بعد. وكان يذكر أن مولده بحلب سنة ٣٥١ ، ولم يتزوج ولا أعقب. وجمع