شعري وقد بقي في أيامنا شمس المشرق والمغرب في اللغة والشعر يعني أبا المكارم. ثم أنشدني أبياتا من شعر نفسه : نسبوا إلي.
وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز من الإسكندرية أنه سمع أحمد بن محمد الأصبهاني الحافظ يقول : وهذان الإمامان يعني أبا زكريا التبريزي وأبا المكارم الأبهري فمن أجلاء من رأيته من أهل الأدب والمتبحرين في علوم العرب ، وإلى أبي العلاء انتماؤهما وفي العربية اعتزاؤهما ، وقد أقاما عنده برهة من الزمن للقراءة والأخذ عنه والاستفادة. وقد أدركت سواهما جماعة من أصحابه الناقلين عنه بمكة والعراق والجبل والشام وديار مصر وأنشدوني عنه ما أنشدهم وحدثهم ، ومن جملتهم أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار القرائي ، رأيته بقزوين وروى لي عنه حديثا واحدا مسندا يرويه عن أصحاب خيثمة بن سليمان القرشي الطرابلسي ، وأقام أبو زكريا التبريزي أكثر من سنتين يقرأ عليه.
فصل
(في ذكر شيء مما وقع إلينا من حديث أبي العلاء المعري رحمهالله مسندا)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البنّا بدمشق وأبو سعد ثابت بن مشرف ابن أبي السعد البنّا بحلب البغداديان قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني ، حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب الأنباري من لفظه ، أخبرنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بقراءتي عليه في داره بمعرة النعمان ، حدثني أبو زكريا يحيى بن مسعر التنوخي المعري ، حدثنا أبو عروبة بن أبي مشعر الحراني ، حدثنا هوبر (١) ، حدثنا مخلد بن عيسى الخياط عن أبي الزناد عن أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان يقول : (إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وإن الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ، فالصلاة نور المؤمن والصيام جنة من النار).
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي إذنا قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة كتابة ، حدثني أحمد بن علي بن عبد اللطيف ، حدثني أبو العلاء أحمد
__________________
(١) في الأصل : هوير.