القاضي الأبيض قاضي العسكر العادلي ، ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي ليلة الخميس سابع عشري شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة. وتولى تدريسها بعده الصاحب كمال الدين أبو القاسم عمر بن أبي جرادة ولم يزل مدرسا بها وولده مجد الدين عبد الرحمن ، ولم يزل ينوب عن والده إلى أن استقل بها أخوه جمال الدين محمد ولد الصاحب كمال الدين ، إلى أن كانت فتنة التتر سنة ثمان وخمسين والتدريس بأيديهم إلى زماننا. وقد نزل بها الشيخ باكير الحنفي وكان يدرس بها متبرعا علوما شتى ا ه (كنوز الذهب).
ذكر ما كان بجوارها من الآثار
خانكاه نور الدين :
قال أبو ذر : (خانكاه نور الدين) : خانكاه أنشأها نور الدين محمود بن زنكي في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة في غلبة ظني. قاله ابن شداد : قلت : أظنها التي إلى جانب مدرسة شاذبخت التي بدرب العدول وهو سوق النشابين ، وعلى بابها حوانيت كانت من مصالح هذه الخانكاه من داخلها فأخرجت وجعلت حوانيت ا ه.
وفي الهامش بخط محمد بن عمر الموقع : هذه تعرف الآن بالشيجرية ا ه.
اليشبكية :
قال أبو ذر : (اليشبكية) : تربة ومسجد ومكتب أيتام ، أنشأها يشبك كافل حلب إلى جانب الحوض الذي أنشأه ألطنبغا العلائي ، وجعل في المسجد قارىء حديث وذلك في خامس المحرم سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، ووقف عليها السوق المنسوب إليه استأجره من أربابه وعمره ووقفه ، ووقف عليها الجنينة التي يسكنها كافل حلب وغير ذلك ا ه.
وتقدم بعض ذلك في الكلام على تولية حلب للأمير يشبك اليوسفي في الثاني (ص ٤١٩) ولا أثر الآن لهذه التربة ولا لهذا المكتب ، والمسجد باق يسمى جامع سوق العبي تقام به الصلوات ، ولا مدرس فيه ، وهو ما بقي من أوقافه وهي عبارة عن ثمانية حوانيت ونصف تحت يد دائرة الأوقاف.