المعروف بابن العديم ، إلى أن مات فوليها نجم الدين سالم إلى أن توفي فوليها قاضي البلستين من بلاد الروم ، ولم يزل بها إلى أن مات فوليها بدر الدين محمد بن نجم الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم المعروف بابن خشنام ، وعليه انقرضت الدولة ، وآل تدريسها بعد هؤلاء لبني العديم. ومن جملة أوقافها بعض حمام العتيق ببانقوسا ا ه (كنوز الذهب).
قال في الدر المنتخب : ووقفها ثلاثة أرباع حمّام العتيق ببانقوسا شركة الطواشية وأربع أفدنة من النيرب وأربع أفدنة من دابق. وهذه المدرسة أيضا من المدارس التي انتزعها والدي من القاضي جمال الدين بن العديم بحكم جهلة ، وأدركت والدي وكان يقيم بها بأهله وعياله أيام الصيف في كل سنة.
الخانكاه الجمالية :
هذه الخانكاه أنشأها جمال الدولة إقبال الظاهري تحت القلعة في حدود الأربعين وستمائة.
قلت : هي برأس درب المبلط تجاه تربة الظاهر بالسلطانية. ومن وقفها ربع حمّام ببانقوسا المعروفة بحمام العتيق ا ه.
٢٠٣ ـ عبد المحسن التنوخي المتوفى سنة ٦٤٣
عبد المحسن بن حمود بن عبد المحسن بن علي أمين الدين التنوخي الحلبي الكاتب المنشيء البليغ. ولد سنة سبعين وخمسمائة وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. رحل وسمع بدمشق من حنبل وابن طبرزد والكندي وغيرهم. وعني بالأدب. جمع كتابا في الأخبار والنوادر في عشرين مجلدا روي فيه بالسند. وله ديوان شعر وديوان ترسل وكتاب «مفتاح الأفراح في امتداح الراح». وكتب لصاحب صرخد عز الدين أيبك ووزر له. وكان ذكيا خيرا كامل الأدوات.
ومن شعره :
اشتغل بالحديث إن كنت ذا فهم ففيه المراد والإيثار
وهو للعلم معلم وبه بين ذوي الدين تحسن الآثار