(بسم الله الرحمن الرحيم هذه تربة الشريف الأوحد الطاهر ركن الدين بن أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحق ابن جعفر الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأئمة الطاهرين. وكانت وفاته في رجب سنة خمس وثمانين وخمسمائة رضياللهعنه).
الكلام على نقابة الأشراف
قد علمت أن المترجم كان نقيب الطالبيين في مدينة حلب. وسيأتيك في كتابنا الكثير من ذريته ممن تولوا نقابة الأشراف فيها. ويظهر أن هذه الوظيفة دامت في هذا البيت الرفيع إلى ما بعد الألف.
ونقابة الأشراف وظيفة هامة في العالم الإسلامي ، وقد كان لها تأثير كبير في تربية البيوتات الشريفة وإصلاح أحوالها وتدبير شؤونها مما أدى إلى إجلال الناس لهم واحترامهم وتوقيرهم ووضعهم بالمكان الذي يليق بشرف نسبهم وكرم محتدهم ، فكان من ذلك اقتداء الناس بهم واقتفاؤهم لأثرهم وطاعتهم لهم ونفوذ كلمتهم فيهم ، وكانوا يأتمرون بأوامرهم ويذعنون لرغائبهم إلى غير ذلك مما يعود بعظيم الفائدة على هذا المجتمع.
ولما كان الكثير من الناس لا يعلمون وظيفة نقابة الأشراف ولا الشروط التي يجب أن يتصف بها النقباء أحببت أن أذكر ذلك هنا ناقلا هذا البحث الهام عن كتاب الآداب السلطانية للإمام الماوردي رحمهالله ، قال :
(الباب الثامن في ولاية النقابة على ذوي الأنساب)
وهذه النقابة موضوعة على صيانة ذوي الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف ليكون عليهم أحبي وأمره فيهم أمضى.
روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم) فإنه لاقرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ، ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة.
وولاية هذه النقابة تصح من إحدى ثلاث جهات ، إما من جهة الخليفة المستولي على كل الأمور ، وإما ممن فوّض الخليفة إليه تدبير الأمور كوزير التفويض وأمير الإقليم ، وإما من نقيب عام الولاية استخلف نقيبا خاص الولاية ، فإذا أراد المولى أن يولي على الطالبيين