وأما مرضيّ فله ولد وهو أبو الحسن علي بن مرضيّ بن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان ، ولد بمعرة النعمان وقيل بشيزر ، ونشأ بحماة. وكان فاضلا شاعرا مجيدا مكثرا. روى عنه أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد شيئا من شعره.
أنشدني أبو إسحق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان بدمشق قال : أنشدني أبي شاكر قال : أنشدني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله لنفسه :
وقفت بالدار وقد غيرت |
|
معالم منها وآثار |
فقلت والقلب به لوعة |
|
تحرقه والدمع مدرار |
أين زمان فيك خلّفته |
|
وأين سكّانك يا دار |
قال أبو إسحق إبراهيم بن أبي اليسر : قال لي أبي : فوصلت الأبيات إلى القاضي علي ابن مرضيّ بن مدرك بن سليمان فقال على وزنها جوابا لها ، وأنشدنيها علي لنفسه :
أجابت الدار على عيّها |
|
إن سكوتي عنك إقرار |
أخنى على من كان بي ساكنا |
|
صروف أيام وأقدار |
فارتجع الدهر ولذّاته |
|
معيرة (١) والدهر غدّار |
وها أنا اليوم كما قد ترى |
|
مقفرة ما فيّ ديّار |
توفي علي بن مرضي بحماة في الزلزلة التي أخربتها يوم الاثنين رابع رجب سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وأما أحمد بن مدرك فله ولد وهو أبو المشكور صالح بن أحمد بن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان القاضي ، وكان ولي القضاء بمعرة النعمان ، وروى الحديث عن أبي الحسن علي بن الحسين عمر الفراء وأبي العلاء صاعد بن سيار بن محمد ، وكان سمع منهما بمصر ، روى عنه أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري وأبو محمد عبد القاهر بن علوي قاضي معرة مصرين. وكان أبو المشكور قد عمر وغلب الكبر عليه. وقرأت بخط بعض المعرّيين : حدثني الفقيه المؤمل بن عنبسة أن القاضي أبا مشكور صالح ابن سليمان رأى في منامه كأن قائلا يقول له : لم لا تعمد إلى شرب ماء الورد بعد سف
__________________
(١) لعل الصواب : معارة.