والنّفوس والارواح ، إلّا أنّه ما أحلى أسماءكم من بين الاسماء وأعظم وأكرم نفوسكم وأرواحكم.
وعلى أي حال ، فحاصل المعنى أن ما يذكر ويسمى ويتكلم به تدور حوله الألسن فهو غير خارج من هذين الشّقين : إمّا خالق أو مخلوق ، وأسماؤكم وأنفسكم وأخلاقكم وأجسادكم وسائر أفعالكم وأحوالكم وأطواركم وإن كانت في ضمن المخلوقات وداخلة في جملتها ، إلّا أن لها كمال الامتياز والسّمو والعلو والرّفعة والقدر والمنزلة بحيث لا نسبة بينها وبين سائر الاسماء والنفوس والأرواح ، فهي مصداق المثل المعروف : اين الثرى من الثريا ، فهناك جملة من الاُمور المنسوبة إليهم وإلى غيرهم ، وهذا لا يقضي مساواتها ولا انطباقها كما قال من قال.
فإنْ تَفِقِ الأنام وأنْتَ مِنْهُم |
|
فإنَّ المِسكَ بَعْضُ دَمُ الغَزَالِ |
وهذا المعنى أحسن المعاني واوضحها.
الثّاني : أن يكون المعنى : إذا ذكر الله الذّاكرون بمدح أو ثناء فأنتم داخلون فيهم ، لأنكم سادات الذاكرين ، وكذا إذا ذكرت الاسماء الشريفة والأوصاف المنيعة والارواح الطّيبة والأجساد الطّاهرين والأنفس السّليمة والعقول المستقيمة ونحو ذلك ، فأسماؤكم وأرواحكم وأجسادكم ونفوسكم داخلة في هذا التّعريف ، لأنّكم سادة السّادة وقادة الهداة وأشرف الشّرفاء ، ويدل على هذا المعنى الاحاديث الواردة ومدلولها ، أن كلّ آية مدح وثناء تشتمل على فضيلة وكمال فإنّ المراد منها الائمَّة المعصومين عليهمالسلام ، وكلّ آية قدح وعذاب تشتمل على الذّم والتّفريع فالمراد منها أعداء أهل البيت عليهمالسلام (١).
المأثور عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام في تفسير الآية الشّريفة : (وَلَا تَسْتَوِي
__________________
(١) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٤ ، ص ٤١ الى ٤٨ و ٣٨٦ الى ٣٠٤.