الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) (١) فقال الإمام عليهالسلام : «نحن الحسنة ، وبنو اُميّة السيئة» (٢).
الثّالث : أن يكون المعنى أنّه ينبغي أن يكون ذكركم مذكوراً في ألسنة الذّاكرين وكذا أسماؤكم ، والباقي بمعنى أن من أراد أن يذكر أحداً بمدح فينبغي أن لا يذكر سواكم ، ومن أراد الثناء على الأسماء والأرواح والأجساد والنّفوس فليس له أن يتجاوزكم إلى غيركم قال من قال :
إلَيْكُمْ وَإلّا لا تُشَدُّ الرَّكائب |
|
وَمِنْكُمْ وَإلّا لا تَصُحُّ المَواهِبُ |
وَفِيْكُمْ وَإلّا فَالحَدِيثُ مُزَخْرَفٌ |
|
وَعَنْكُمْ وَإلّا فَالمُحَدِّثُ كاذِبُ |
الرّابع : أن يكون المعنى أن ذكركم واسماؤكم وأرواحكم وسائر ما ذكر بمنزلة المظروف ، وجميع ذلك من غيركم بمنزلة الظّرف ، فشرافة هذه الاشياء منكم كشرافة المظروف على الظرف وامتيازه ، ولا يخلو هذا المعنى من بعد.
الخامس : يحتمل أن يكون المعنى أن هذه المذكورات من غيركم بمنزله القشر ومنكم بمنزلة اللب ، لأنّ الله سحبانه اشتق أسماءكم من أسمائه القدّسة ، وأمَّا أسماء غيركم فهي من صنع أنفسهم أو يُنسبون الى عبّاد الاصنام والمشركين ، ولأن أسماءكم محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، واسماء غيركم بهرام وعبد العزّى وآذر ميدخت وغيرها أخذت من اسماء عبّاد الاصنام أو عبّاد النّار.
وذكركم بتمام الجوارح والاعضاء ، والذّكر على ألسنتكم ممزوج بالذكر في قلوبكم ، وذكر غيركم في الظّاهر واللّسان فقط ، وأن أرواحكم وأبدانكم من العليين وما فوق ذلك ، وأبدان شيعتكم دون ارواحكم من العليين وما دون ذلك ،
__________________
(١) فصلت : ٣٤.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٤ ، ص ٤٧ ، عن كنز الفوائد : ص ٢٨٢.
وكما ورد عن الامام علي عليهالسلام في حديث الى أن قال : «الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا» رواه الحموني في فرائد السمطين : ج ٢ ، ص ٢٢٩ ، القندوزي في ينابيع المودة : ص ٩٨ ، والثعلبي الشافعي في تفسيره ، كما في الاحقاق : ج ٩ ، ص ١٣٥ ، البدخشي في مفتاح النجا : ص ٦ ـ مخطوط ، وغيرهم.