وأبدان وأرواح أعدائكم من السّجين وما دون ذلك.
وآثاركم تحوى على المطالب العالية والمعارف الالهية الجليلة ، وآثار غيركم إمّا سالبة بأنتفاء الموضوع أو عندما تحتوي على فائدة فهي مقتبسة من آثاركم. وهكذا قبوركم وبيتكم التي عظمها الله سبحانه وجللها وجعل استجابة الدّعاء فيها وجعلها ملجاءً ومأمناً لاهل الدّنيا وأمّا قبور غيركم فهي خالية من هذه الخصائص ، واذا وجد فهي من بركات قبوركم.
السّادس : أن يقرأ فقرات أسمائكم وأرواحكم الى آخره ... مجروراً ، معطوفاً على ضمير الخطاب المجرور في ذكركم ، فيكون المعنى هكذا : يذكركم الله في جنب الذّاكرين ، فيكون من قبيل الاضافة الى المفعول ، بمعنى : اذا ذكر النّاس الذّاكرين بالمدح والثّناء وجرت أسماؤهم على السنتهم وكذا أرواحهم واجسادهم ، ذكركم الله سبحانه وتعالى في جنبهم وذكر أسماءكم ومدحها وكذا أرواحكم وأجسادكم في جنب ذكرهم لها بعلو المرتبة والدّرجة عند الملأ الاعلى وأهل السّماء والأرض كما ورد في تفسير قوله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ) (١).
أي ذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربّه وهو العبد (٢).
والدّليل على ما ذكرنا الآيات والروايات الكثيرة المستفيضة الواردة في مباهات الله سبحانه وتعالى بملائكته في علو مقامهم وعبادتهم وأعمالهم وسائر شؤونهم ، لأنّهم من أخصّ المقرّبين الى الحضرة القدسية الالهية ، ويمكن ان تكون لها معاني اُخرى ، فان الله عزّ وجلّ أعرف وأعلم بحقائق كلام أوليائه واصفيائه عليهمالسلام.
__________________
(١) العنكبوت : ٤٥.
(٢) راجع تفسير مجمع البيان : للشّيخ الطبرسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٢٨٧ ، وتفسير التبيان : للشّيخ الطّائفة الطوسي رحمه الله ج ٨ ، ص ٢١٢ و ٢١٣ ، وتفسير الصافي للفيض الكاشاني رحمه الله : ج ٤ ، ص ١١٨ ، نقلاً عن تفسير القمي ، عن الامام الباقر عليهالسلام يقول : «ذكر الله لأهل الصّلاة أكبر من ذكرهم إيّاه ألا ترى أنّه يقول : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).