بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيمِ.
مقدِّمة المؤلّف
الحمد لله الذي لا غاية لحمده ، الخالق الذي خصّ الإنسان عن سائر الموجودات بفهم الحقائق ، ودرك الدقائق ، ونوّر قلوب المؤمنين بأنوار ولاية أولياء الدّين ، وأتمّ الصّلاة وأكمل السّلام على الرّوح الطّاهرة لمختار الله تعالى وخلاصة أصفيائه محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله الذي كشف باشراقة أنوار جماله الباهر حجب الظّلام والجهالة والضّلال عن القلوب ، وأحل محلّه العلم والهداية ، والصّلوات الزّاكيات الدّائمات على أرواح أوصيائه الكرام والنجوم الزّاهرة في سماء العلم ، وأزهار حديقة الهداية ، واللعنة الابدية على أعدائهم الذين صدّوا عن سبيل الحقيقة وكانوا أشواك طريق الشّريعة.
وبعد :
يقول العبد المذنب الغارق في بحر الخطايا الرّاجي عفو ربّه وكرمه ، محمّد بن رضي الحسيني الشّبستري ختم الله لهما بالحسنى ورزقهما خير الاخرة والاولى : إنّه لا يخفى على أصحاب البصيرة ، وأرباب الكمال والدّقة ، أنّ زيارة الجامعة الكبيرة من أعظم الزّيارات وأحسنها وتشهد فصاحة الفاظها وبلاغة فقارتها ، وعلوّ مضامينها وعباراتها أنها تنبع من عين صافية من يانبيع الوحي والالهام ، وتدل على أنها واردة من الأئمّة الدّين ومظاهر علوم ربّ العالمين عليهمالسلام لأنّها دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.