وتشتمل فقراتها على إشارات لطيفة هي أدلة وبراهين متعلقة باصول الدّين ، وأسرار الأئمّة الطّاهرين عليهمالسلام ، وتحتوي على لمحات من فضائل ومناقب أولياء الدّين ، وتتضمن بعض الحقوق الحقّة لاولى الامر الذين أمر الله عزّ وجلّ بطاعتهم ، وأهل البيت رغبّ ربّ العزّة والجلالة على متابعتهم ، وذوي القربى الذين أوجب مودّتهم ، وأهل الذكر الذين أكّد القرآن الكريم من بمسألتهم من خلال العديد الايات القرآنية ، والأحاديث النّبوية والاسرار الالهية ، والعلوم الغيبية ، والمكاشفات الحقيقة والحكم الرّبانية.
ولم اعثر لها شرحاً وافياً معانيها وألغازها وحقائقها السّامية لينتفع النّاس إلّا شرحاً مختصراً للعلّامة المجلسي الأوّل رحمه الله شرحه على «من لا يحضره الفقيه» (١).
ولذا أقدمت على ترجمتها وشرحها بمقدار ما اُوتيت من قلّة البضاعة ، وقلّة الدّراية في هذا الفن وحاولت توضيح المشكل ، وكشف المعضل ، فبذلت جهدي في الحاق وضم الاحديث الشّريفة ، والاخبار الطّريفة في حل متعصباتها ومجملاتها ، لأن في أحاديثهم حل معضلات كلامهم عليهمالسلام.
واسأل الله ذو المن الهداية والتوفيق والارشاد.
وقد استلهمت غالب فوائد هذا الكتاب من إشارات شرح العلّامة المجلسي رحمه الله المختصر في «بحار الانوار» و «الانوار اللامعة» للعلّامة شبر رحمه الله.
وإعلم أن هذه الزّيارة الشّريفة منقولة من أساطين الدين وحملة علوم الائمّة الاطهار عليهمالسلام ، واشتهرت بين العلماء وأخيار الشّيعة ، وتلقّوها بقبول حسنٍ وتدل معانيها الشّافية ، ومبانيها العالية ، ودلائلها الحقّة ، وشواهدها الصّادقة ، على
__________________
(١) وردت هذه الزّيارة المباركة في من لا يحضر الفقيه : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٣٧٠.