سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّه بينا موسى عليهالسلام في قومه يذكّرهم بأيّام الله ـ وأيّام الله : نعماؤه وبلاؤه ـ قال : ما أعلم في الأرض رجلا خيرا منّي وأعلم منّي ، قال : «فأوحى الله إليه : إنّى أعلم بالخير منه ـ أو : عند من هو ـ إنّ في الأرض رجلا هو أعلم منك ، قال : يا ربّ ، فدلّني عليه ، فقيل له : تزوّد حوتا مالحا فإنّه حيث تفقد الحوت ، قال : فانطلق هو وفتاه حتّى انتهيا إلى الصّخرة ، فعمّي (١) فانطلق وترك فتاه ، فاضطرب الحوت في الماء فجعل لا يلتمم (٢) عليه إلّا صار مثل الكوّة (*). قال : فقال فتاه : ألا ألحق بنبي
__________________
(١) في الأصل : «فعمى» وفي رواية لمسلم «فعمى عليه فانطلق» وعمّى من العماء وهو أن يضل الطريق أو يخفى أو يلتبس عليه.
(٢) في الأصل : كذلك وفي روايات للبخاري ومسلم «لم يلتئم» أي لم يعد إلى بعضه سائلا متصلا ـ من الالتئام ـ وهو قريب من معنى «يلتمم».
(*) قوله : «الكوة» هي الطاقة أو الفتحة أو الفجوة.
__________________
ـ ٤٧٢٧) وفي كتاب الأيمان والنذور ، باب إذا حنث ناسيا في الأيمان (رقم ٦٦٧٢) ، وفي كتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة (رقم ٧٤٧٨)
وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضل الخضر عليه السّلام (رقم ٢٣٨٠ / ١٧٠ ، ١٧١) ، (١٧٢ ، ١٧٤) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب التفسير ، باب ومن سورة الكهف (رقم ٣١٤٩) وقال : هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي (رقم ٣٢٨ ، ٣٢٩) للمصنف.