المتوهم (بين طرح السند والعمل بالظاهر ، وبين العكس) أعني الاخذ بالظهور وترك المعارض ، بخلاف ما نحن فيه وهو الاخذ بالظهور وطرح السند (اذ : لو طرحنا سند ذلك الخبر ، لم يبق مورد للعمل بظاهره) أي بذلك الخبر ، لان الظهور فرع صدور الكلام من الامام عليهالسلام ، فاذا كان الامام عليهالسلام لم يتكلم بشيء فاين ظهور كلام حتى نتعبد به؟ فنأخذ بالمتيقن وظهوره ، او بالعكس فيتعارضان.
والسرّ فيه : أنّ الكلام فيما نحن فيه صورة كون المتعارضين ظني السند ، بخلاف مثال المتوهم ، لان احد المتعارضين هو الاجماع القطعي سند او دلالة ، كما قال : (بخلاف ما نحن فيه ، فانا اذا طرحنا سند احد الخبرين) مع ظهوره (امكننا العمل بظاهر الآخر) مع الاخذ بسنده ، وبالعكس ، واذا اخذنا بظاهر المتيقن بظهوره وسنده فلا بد ان نطرح الآخر سندا وظهورا (ولا مرجح لعكس ذلك) وهو تقديم الجمع على الطرح.
واما وجه اضعفية هذا الاعتراض ، من الاعتراض السابق ، هو : ان الاجماع سند او دلالة قطعي فاين التعارض؟
هذا تمام الكلام في عدم الدليل على اولوية الجمع على الطرح غاية الامر مساواتهما بملاحظة الاصل الاولى (بل الظاهر) على ما سنبينه آنفا (هو) اولوية (الطرح) على الجمع (لان المرجع والمحكّم) بالفتح (في الامكان الذي قيد به وجوب العمل بالخبرين) بقوله : الجمع مهما امكن أولى من الطرح (هو) الامكان بحسب (العرف ، ولا شك في حكم العرف ، واهل اللسان) في المحاورة (بعدم امكان العمل بقوله : اكرم العلماء ، ولا تكرم العلماء) لانه لا يأتي الجمع الدلالي ، مع تساوي المتعارضين في جهات التأويل.
(نعم : لو فرض علمهم) أي علم أهل اللسان (بصدور كليهما ، حملوا امر الآمر بالعمل بهما) أي أكرم ، ولا تكرم (على ارادة ما يعم العمل ، بخلاف ما