شاذة يعملون بالمشهور ، ولو كان راوي الشاذ أصدق وأعدل فيقدمون المشهور على اعتبار صفات الراوي.
(اللهم إلّا أن يمنع ذلك) أي قيام العمل على تقديم الشهرة على صفات الراوي وأن العلماء لم يثبت منهم تقديم الشهرة على الصفات مطلقا ، بل يمكن أن يكون الأمر بالعكس ، بمعنى أنّه لو فرض كون الراوي أفقه وأصدق وأورع يعملون بروايته ويقدمونها على الرواية المشهورة.
نظرا إلى أنّ أفقهيّة الرّاوي ـ مع استناده إلى رواية شاذة ـ تكشف عن خلل في الرواية المشهورة كما قال المصنف قده (فإن الراوي إذا فرض كونه أفقه وأصدق وأورع ، لم يبعد ترجيح روايته وإن انفرد بها) أي بالرواية الشاذة بحيث لا يعرفها ولا يرويها أحد غيره (على الرواية المشهورة بين الرواة ، لكشف اختياره) «الافقه» (ايّاها) أي هذه الرواية الشاذة (مع فقهه وورعه عن اطلاعه على قدح في الرواية المشهورة ، مثل صدورها) أي صدور الرواية المشهورة (تقية ، أو تأويل لم يطلع عليه) أي التأويل (غيره) أي غير الأفقه كما إذا كان احدى الرّوايتين تدلّ على استحباب العقيقة ، ووردت رواية أخرى أن العقيقة واجبة ، وفرضنا أن الرواية الأولى شاذة رواها الأصدق والأورع والأفقه والحال أنّ الأفقه يعلم بأن المشهور مقدم ، فلا بدّ أن نقول أن الأفقه اطلع على خلل في الرواية المشهورة مثل أنه صدرت تقية ، أو أنّ الوجوب مؤوّل بالاستحباب المؤكد ، ولأجل هذا اختار استحباب العقيقة ، وإن كانت روايتها شاذة (لكمال فقاهته وتنبّهه لدقائق الأمور وجهات الصدور).
(نعم مجرّد أصدقية الراوي وأورعيته ، لا يوجب ذلك) أي تقديم قوله على المشهور (ما لم ينضم إليه) أي إلى الأصدقية والأورعية (الأفقهية هذا) أي خذ ذا.
(ولكن الرواية مطلقة ، فتشمل الخبر المشهور روايته بين الأصحاب حتى بين من هو أفقه من هذا المنفرد برواية الشاذ) يعني الأفقه منه في عصره وزمانه