(نعم قد يظهر من عبارة الشيخ) أي شيخ الطائفة قده (في الاستبصار خلاف ذلك) فهو قدّه قدم ساير المرجحات على الجمع الدلالي (بل يظهر منه أن الترجيح بالمرجحات يلاحظ) حتى (بين النص والظاهر) مع ما مرّ من أنه لم يكن من باب التعارض حتى يحتاج الى الترجيح (فضلا عن الظاهر والأظهر ، فإنه قده بعد ما ذكر حكم الخبر الخالي عما يعارضه ، قال : وان كان هناك) يعني عند ورود خبر (ما يعارضه فينبغي أن) يراعى الترتيب بين المرجحات في الرجوع الى صفات الراوي ، بإن (ينظر في المتعارضين ، فيعمل على أعدل الرواة في الطريق) ويطرح قول العادل ، فإذا كان راوي لا تكرم النحاة عادلا وراوي أكرم العلماء أعدل ، يعمل بالعموم ويطرح الخاص.
(وان كانا) أي المتعارضين (سواء في العدالة ، عمل بأكثر الرّواة عددا) فإن دلّ خمس روايات على حلية شيء ، ودل رواية على حرمة ذلك الشيء ، يؤخذ بالأول ويطرح الثاني.
(وان كانا متساويين في العدالة والعدد ، وكانا عاريين عن القرائن التي ذكرناها ينظر فان كان متى عمل بأحد الخبرين أمكن العمل بالآخر ، على بعض الوجوه وضرب من التأويل) بالتصرف في ظهوره كالمطلق والمقيّد (كان العمل به أولى من العمل بالآخر الذي يحتاج مع العمل به الى طرح الخبر الآخر) أي معارضه (لانه) أي الشأن (يكون العامل به) أي بهذا الخبر (عاملا بالخبرين معا) هذا هو محلّ الاستشهاد من كلام شيخ الطائفة قده اذ : اقتصر هنا على تقديم المرجحات السندية على الجمع بين النص والظاهر فان النص هو الذي يمكن ان يعمل به ويتصرّف في الظاهر ، ولكن اذا عمل بمقابله أعني الظاهر لا يمكن العمل بالنص بل لا بدّ من طرحه (وان كان الخبر أن يمكن العمل بكلّ منهما كما في العموم) والخصوص (من وجه ، وحمل الآخر على بعض الوجوه من التأويل ، وكان لاحد التأويلين خبر يعضده أو يشهد به على بعض الوجوه صريحا أو تلويحا) قوله : (لفظا أو منطوقا) لفظان مترادفان (أو دليل الخطاب) أعني