رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سرية ، واستعمل عليها (١) رجلاً من الانصار ، وامرهم ان يطيعوه ، ولما كان ذات يوم غضب عليهم فقال : أليس قد امركم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان تطيعوني ؟ ، قالوا : نعم ، قال : فاجمعوا حطبا ، فجمعوه فقال : اضرموا ناراً ، ففعلوا ، فقال لهم ادخلوها ، فهمّوا بذلك ، ثم جعل بعضهم يمسك بعضاً ، ويقولون : انّما فررنا الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من النار ، فما زالوا [ كذلك ] (٢) حتى خمدت النار ، وسكن غضب الرجل ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : « لو دخلوها لما خرجوا منها الى يوم القيامة ، انّما الطاعة في المعروف » .
[ ١٥٠١٨ ] ٢ ـ وعن علي ( صلوات الله عليه ) ، انه ذكر عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى علي ( عليه السلام ) قال الذي حدثناه : اراه من كلام علي ( عليه السلام ) ، الّا انا رويناه انه رفعه ، فقال : « عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهداً كان فيه ـ بعد كلام ذكره ، ثم قال ( صلوات الله عليه ) ـ :
فيما يجب على الأمير من محاسبة نفسه :
أيّها الملك المملوك ، اذكر ما كنت فيه وانظر الى ما صرت اليه ، واعتقد لنفسك ما تدوم ، واستدل بما كان على ما يكون ، وابدأ بالنصيحة لنفسك ، وانظر في امر خاصتك ، وفي معرفة ما عليك ولك ، فليس شيء ادل لامرىء على ما له عند الله من اعماله ، ولا على ما له عند الناس من آثاره ، فاتق الله في خاصة (١) نفسك ، وراقبه فيما حمّلك ، وتعبّد له بالتواضع اذ رفعك ، فان التواضع طبيعة العبودية ، والتكبر من اخلاق (٢) الربوبية ، ولا تميلن بك عن القصد رتبة تروم بها ما ليس لك ، ولا تبطرن نعم الله عليك عن اعظام حقّه ،
_________________________
(١) في المصدر : « عليهم » .
(٢) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٥٠ .
(١) في المصدر زيادة : امورك و .
(٢) في المصدر : حالات .