الغابر ، فيزول الإدغام أيضا ، فيعود المدغم إلى حركته كقولك : تعضضن ويعضضن ، و [تقررن ويقررن](١) ، وتشددن ويشددن ، وكذا في سائر الأبواب. ويزول الإعلال بالألف ويلزم الياء ، هذا هو القياس : كترضين ويرضين ، وتدعين ويدعين.
وثانيهما في الحذف ، وهو أن من شرط ثبوت المدة ، ألفا كانت أو ياء أو واوا ، أن لا يقع بعدها ساكن غير مدغم ، وهذا الشرط يفوت مع مسكنات الماضي في ماض قبل آخره مدة ، فتسقط المدة كقولك في قال : قلت ، قلنا ، قلت قلتما قلتم ، قلت قلتن قلن.
وفي اختار : اخترت اخترنا ، وعلى هذا.
وههنا أصل لا بد من المحافظة عليه وهو أن ما قبل الألف عند سقوطها يفتح في غير الثلاثي المجرد البتة ، كاخترت وأنقذت ، وفي الثلاثي المجرد يكسر في باب فعل المكسور العين : كخفت ، ويضم في باب المضموم العين : كطلت ؛ وأما في باب فعل المفتوح العين ، فيكسر إذا كانت الألف من الياء كملت ، ويضم إذا كانت من الواو كقلت. وما قبل غير الألف عند السقوط لا يتغير كقولك في قيل : بالكسر الخالص ، أو بالإشمام : قلت يا قول وقلت بهما ، وفي قول قلت بالضم ، ويفوت أيضا مع مسكن الغابر فيما قبل آخره مدة ، فتسقط ويبقى ما قبلها على حاله : كتخفن ويخفن ، وتبعن ، ويبعن ، وتقلن ويقلن ، وكما كان يفوت مع تلك الثمانية شرط ثبوت الألف فيما قبل آخر الماضي ، فكانت تسقط كذلك ، يفوت شرط ثبوتها في آخره مع ثلاثة ، فتسقط ، وهي : تاء التأنيث الساكنة ظاهرا ، كما في قولك : دعت ورمت ، وتقديرا كما في قولك : دعتا ورمتا. ومن العرب من لا يعتبر التقدير فيقول : دعاتا ورماتا ؛ والشائع الكثير هو الأول.
وواو الضمير : كدعوا ورموا ؛ وأما ألف الاثنين ، فلما لم يجز معها بقاء الألف ألفا لامتناع الإعلال معها لما نبهت عليه في باب الإعلال ، لا جرم تغير الحكم ، وكما كان يفوت شرط ثبوت المدة فيما قبل آخر الغابر مع ما عرفت ، فكانت تسقط كذلك ،
__________________
(١) في (غ): (وتفررن ويفررن) بالفاء.