وبمعنى (عن) كقولك : سألت به أي عنه ، وبمعنى (في) أو (مع) كنحو : فلان بالبلد ، ودخلت عليه بثياب السفر ؛ لرجوعها كلها إلى معنى الإلصاق.
وتكون غير زائدة وزائدة مع الرفع كنحو : بحسبك زيد ، ومع النصب ، كنحو : ليس زيد بقائم ، ومع الجر عند بعضهم ، كنحو قوله :
فأصبحن لا يسألنه عن بما به. (١)
وقد أضمرت في قولهم : الله لأفعلن ، والميم للقسم كقولك : م الله لأفعلن بالكسر ، ولا يستعمل إلا مع اسم الله تعالى ، وقد حملت على أنها منقوصة يمين ، كما حملت البتة مضمومة في قولهم : م الله ، على أنها منقوصة من أيمن لعدم وقوع الضم في الحروف البسائط.
والواو للقسم ، ولا يدخل على الضمائر.
والمركبة ثلاثة أنواع : ثنائية ، وثلاثية ، ورباعية. فالثنائية خمسة : (عن) ، (كي) ، عند بعضهم ، (في) ، (من) ، (مذ).
فعن : للتعدية والمجاورة كقولك : رميت السهم عن القوس ، ثم يستعمل بمعنى اللام كقولك : لقيته كفة عن كفة ، أي لكفة ، وبمعنى على ، وبعد ، كما في قوله :
ورج الفتى للخير ما إن رأيته ... |
|
عن السن خيرا لا يزال يزيد (٢) |
أي على السن وقوله :
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للأسود بن يعفر وتمامه :
....................... |
|
أصعد في علو الهوى أم تصوبا. |
(سر صناعة الإعراب ١ / ١٥٣).
(٢) البيت من الطويل (الكتاب ٤ / ٢٢٢ وفيه : على السن) ، وعيون الأخبار (٣ / ٨٩) ، والمغنى (١ / ٢٢ و ٢ / ٧٥٦) ونسبته للمعلوط القريعى.