النعت لا يقدم على المنعوت ، ولذلك يقال : جاءني راكبا رجل ، وإنما يصار إلى هذا التنبيه ؛ لأن الظرف بتأخره عن المنكر يكون بالحمل على الوصف أولى منه بالحمل على الخبر ؛ لأمرين يتعاضدان في ذلك :
استدعاء المنكر في مقام الابتداء أن يوصف ؛ ليتقوى بذلك فائدة الحكم ، كما سبق في الفن الثاني.
وصلاحية الظرف أن يكون من صفاته ؛ ولذلك لا يجب تقديم الظرف على المنكر إذا كان موصوفا ، قال الله تعالى : (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)(١) وأن هذا التقديم ملتزم مع مبتدأ غير مصدر.
أما مع المصدر ، كنحو : سلام عليك ، وويل لك ، فلا فرق بين ظرف له حق في التأخير عن مبتدئه ذلك قبل صيرورته مبتدأ ، وذلك قولك : سلاما عليك ، بالنصب منزلا منزلة : أسلم عليك ، مفيدا التجدد لذلك ، وبين ظرف ليس له ذلك ، أو أن يكون قلب السامع معقودا به ، كقولك : قد هلك خصمك ، لمن يتوقع ذلك ، أو لأنه صالح للتفاؤل ، أو لأنه أهم عند القائل ، كما إذا قلت :
عليه من الرحمن ما يستحقّه (٢)
__________________
سورة البقرة الآية ٣٦.
(١) سورة الأنعام ، الآية ٢.
(٢) صدر بيت من الطويل.