أو جوابا لسؤال مقدر ، مثل أن يقول : يكتب القرآن لي زيد ، وعليه بيت الكتاب : (١)
ليبك (٢) يزيد ضارع ...
وقراءة من قرأ : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ)(٣) وكذلك : (يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)(٤) ، ببناء الفعل للمفعول في البيت وفي الآيتين ، ومن البناء على السؤال المقدر ارتفاع المخصوص في باب : نعم وبئس على أحد القولين ، وعسى أن نتعرض في فصل الإيجاز والإطناب لهذا الباب ، وأن هذا التركيب متى وقع موقعه ، رفع شأن الكلام في باب البلاغة إلى حيث يناطح السماك (٥) ، وموقعه أن يصل من بليغ عالم بجهات البلاغة ، بصير بمقتضيات الأحوال ، ساحر في اقتضاب الكلام ، ماهر في أفانين السحر ، إلى بليغ مثله ، مطلع من كل تركيب على [حاق](٦) معناه وفصوص مستتبعاته ، فإن جوهر الكلام البليغ مثله مثل الدرة الثمينة لا ترى درجتها تعلو ، ولا قيمتها تغلو ، ولا تشترى بثمنها ، ولا تجري في مساومتها على سننها ما لم يكن المستخرج لها بصيرا بشأنها ، والراغب فيها خبيرا بمكانها.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وينسب إلى الحارث بن نهيك ولبيد وضرار بن نهشل ، ونهشل بن حرى في رثاء ولده. وأورده بدر الدين بن مالك في المصباح ص (٤٦) وعزاه للكتاب وتمام البيت :
ومختبط مما تطيح الطوائح
وهو في الكتاب لسيبويه (١ / ١٤٥) ، ومعاهد التنصيص (١ / ٢٠٢) والمفصل ، وشواهد الهمع ، وخزانة الأدب للبغدادي وغيرها.
(٢) في (غ) (ليبقى) وهو خطأ.
(٣) سورة النور ، الآيات : ٣٦ ـ ٣٧.
(٤) الأحزاب : ٢ وفي (ط) و (د): (وكذلك يوحى إليك ربك) وهو خطأ.
(٥) السماك : نجم معروف.
(٦) في (ط): (خاف).