الضر لأمثال هؤلاء ، حقه أن يكون في حكم المقطوع به ، وأما قوله : (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ)(١) بعد قوله : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ) أي أعرض عن شكر الله ، وذهب بنفسه وتكبر وتعظم ، فالذي تقتضيه البلاغة أن يكون الضمير في" مسه" للمعرض المتكبر ، ويكون لفظ" إذا" للتنبيه على أن مثله يحق أن يكون ابتلاؤه بالشر مقطوعا به.
وعند النحويين أن (إذ) في (إذما) مسلوب الدلالة على معناه الأصلي ، وهو المضي منقول بإدخال" ما" إلى الدلالة على الاستقبال ، ولا فرق بين : (إذا) و (إذا ما) في باب الشرط من حيث المعنى إلّا في الإبهام في الاستقبال ،
و (متى) لتعميم الأوقات في الاستقبال و (متى ما) أعم منه.
و (أين) لتعميم الأمكنة والأحياز ، و (أينما) أعم. قال الله تعالى (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)(٢).
و (حيثما) نظير (أينما) قال الله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(٣).
و (من) لتعميم أولي العلم ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً)(٤).
و (ما) لتعميم الأشياء ، قال الله تعالى (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(٥).
__________________
(١) سورة فصلت ، الآية ٥١.
(٢) سورة النساء الآية ٧٨.
(٣) سورة البقرة الآية : ١٤٤.
(٤) سورة النساء ، الآية : ١٠٠.
(٥) سورة البقرة ، الآية : ٢١٥.