باللسان ، إلى المقاتلة بالسنان. بغيا منهم وحسدا ، وعنادا ولددا ؛ ثم على آله وأصحابه الأئمة الأعلام ، وأزمّة الإسلام.
وبعد ، فإن نوع الأدب نوع يتفاوت كثرة شعب وقلة ، وصعوبة فنون وسهولة ، وتباعد طرفين وتدانيا ، بحسب حظ متوليه من سائر العلوم كمالا ونقصانا ، وكفاء منزلته هنالك ارتفاعا وانحطاطا ، وقدر مجاله فيها سعة وضيقا. ولذلك ترى المعتنين بشأنه على مراتب مختلفة ، فمن صاحب أدب تراه يرجع منه إلى نوع أو نوعين ، لا يستطيع أن يتخطى ذلك ، ومن آخر تراه يرجع إلى ما شئت من أنواع مربوطة في مضمار اختلاف ، فمن نوع لين الشكيمة سلس المقاد ، يكفي في اقتياده بعض قوة وأدنى تمييز. ومن آخر بعيد المأخذ ، نائي المطلب ، رهين الارتياد بمزيد ذكاء وفضل قوة طبع. ومن آخر هو كالملزوز (١) في قرن. ومن رابع لا يملك إلا بعدد متكاثرة ، وأوهاق (٢) متظافرة مع فضل إلهي في ضمن ممارسات كثيرة ، ومراجعات طويلة ، لاشتماله على فنون متنافية الأصول ، متباينة الفروع ، متغايرة الجنى ، ترى مبنى البعض على لطائف المناسبات المستخرجة بقوة القرائح والأذهان ، وترى مبنى البعض على
__________________
(١) في (غ) (المروز) وهو خطأ بلا شك ، وقد تكلف محققه فقال : المروز : القطعة ، الحباس الذي يحبس الماء ، فارسى معرب ، والجمع : مروز. قلت : ولا معنى له هنا ، ولا دخل له في هذا السياق ، و (الملزوز في قرن) لفظ معروف مشهور : في اللسان : لزّ الشيء بالشيء يلزّه لزّا وألزّه : ألزمه إياه ...
ويقال للبعيرين ـ إذا قرنا في قرن (أي حبل) واحد ـ قد لزّا ... قال جرير :
وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن ... |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس |
(انظر اللسان ، مادة (لزز).
(٢) الأوهاق : مفردها (وهق) وهو الحبل المغار يرمى فيه أنشوطة فتؤخذ فيه الدابة والإنسان ، والجمع :
أوهاق. والمواهقة في السير المواظبة ومد الأعناق. ومواهقة الإبل مد أعناقها في السير. وقد تواهقت الركاب أي تسايرت. وتواهق الساقيان تباريا. وتوهّق الحصى إذا حمي من الشمس. لسان العرب ، مادة (وهق).