بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(١) موضع : آمنوا وجاهدوا ، فانظر.
ومن هذا القبيل قول كل من يقول من البلغاء في الدعاء : رحمهالله ، أو يرحمه.
ومن الجهات المحسنة لإيراد الطلب في مقام الخبر ، إظهار معنى الرضا بوقوع الداخل تحت لفظ الطلب إظهارا إلى درجة كأن المرضي مطلوب ، قال كثير (٢) :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة
فذكر لفظ الأمر بالإساءة ثم عطف عليه بلفظ : (أو) الأمر بضد الإساءة ؛ تنبيها بذلك على أن ليس المراد بالأمر الإيجاب المانع عن الترك ، لكن المراد هو الإباحة التي تنافي تخير المخاطب بين أن يفعل ، وأن لا يفعل ، فاعلا كل ذلك لتوخي إظهار مزيد الرضى بأي ما اختارت في حقه من الإساءة أو الإحسان ، أو توخي إظهار نفي أن يتفاوت جوابه بتفاوته وقوعا وعدم وقوع ، كما يقول : صم أولا تصم ، (فإني لا أترك الصيام) ، توهم من تخاطب أنك تطلب منه أن يصوم وينظر في حالك ، أو لا يصوم وينظر ليتبين ثباتك على الصيام ، صام هو أو لم يصم ، وعليه قوله تعالى : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ)(٣) وكذا قوله :
__________________
(١) سورة الصف ، الآيتان : ١٠ ـ ١١.
(٢) هو كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة ، من خزاعة ، كان رافضيا. وعزة محبوبته كني ، بها ، وهو مدح بني أمية ، جعله ابن سلام في الطبقة الأولى من الإسلاميين. توفي سنة ١٠٥ ه. معجم الشعراء ، طبقات الشعراء ، الشعر والشعراء ، الأغاني ، المؤتلف والمختلف ، اللآلىء ، وفيات الأعيان ، معاهد التنصيص ، خزانة الأدب ، وغيرها.
والبيت من الطويل وهو وفي ديوانه ص ١٠١ والتنبيه والإيضاح (١ / ٢١) والإيضاح (١ / ٢٤٢) والأغاني (٩ / ٣٨) وأمالى القالى (٢ / ١٠٩) وتاج العروس (١ / ٢٧٤) والتبيان (١ / ٢٥٦) ويروى (ملولة) بدل (ملومة) وتمام البيت :
لدينا ولا مقلية إن تقلّت.
(٣) سورة التوبة ، الآية ٨٠.