والبوتقة في ضمن ذلك متحركة تبعا ، مؤدية مع الذهب الذائب فيها الهيئة المذكورة ، فإن الشمس إذا أحد الإنسان النظر إليها ليتبين جرمها ، وجدها مؤدية للهيئتين ، وكوجه الشبه في قوله (١) :
كأن مثار النّقع فوق رءوسنا ... |
|
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه. |
فليس المراد من التشبيه تشبيه النقع بالليل ، ثم تشبيه السيوف بالكواكب ، إنما المراد تشبيه الهيئة الحاصلة من النقع الأسود ، والسيوف البيض ، متفرقات فيه ، بالهيئة الحاصلة من الليل المظلم والكواكب المشرقة في جوانب منه. وفي قوله (٢) :
وكأنّ أجرام النجوم لوامعا ... |
|
درر نثرن على بساط أزرق |
فليس المراد تشبيه النجوم بالدرر ، ثم تشبيه السماء بالبساط الأزرق ، إنما المراد تشبيه الهيئة الحاصلة من النجوم البيض المتلألئة في جوانب من أديم السماء ، الملقية قناعها عن الزرقة الصافية ، بالهيئة الحاصلة المستطرفة من درر منثورة على بساط أزرق ، دون شيء آخر مناسب للدرر في الحسن والقيمة.
وفي قوله (٣) :
__________________
(١) ذكره الطيبى في التبيان (١ / ٢٧٨) بتحقيقى وعزاه لبشار ، وأورده أيضا في شرحه على مشكاة المصابيح (١ / ١٠٦) بتحقيقى ، وعبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز ص ٩٦ ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص ١٠٦ ، والقزويني في الإيضاح ص ٣٤٦ ، والعلوى في الطراز (١ / ٢٩١).
(٢) أورده القزوينى في الإيضاح ص ٣٤٦ وعزاه لأبي طالب الرقى ، وعبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغه ص ١٣٩ ، والطيبى في التبيان ص ٢٨١ وفيه [نشرن] بدلا من [نثرن] ، والطيبى في شرحه على مشكاة المصابيح (١ / ١٠٧) ، والعلوى في الطراز (١ / ٢٨١).
(٣) أورده عبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ص ١٥٩ ، والرازي في نهاية الإيجاز ص ٢٠٥ للقاضي التنوخي ، والقزوينى في الإيضاح ص ٣٦٨ ، والطيبى في شرحه على مشكاة المصابيح (١ / ١٠٦) بتحقيقى.