وإلا كان ال خ خ مع ، في وقت من الأوقات ، مع أن لا يكون فيه ، وإذا كان هذا مع ذاك على سبيل الضرورة ، بمعنى لا ينفك عنه البتة ، كان ذاك مع هذا على سبيل الضرورة ، وإلا صح انفكاكه عنه ، فيكون ال خ خ مع حاصلا مع أن لا يكون حاصلا. وإذا تصورت ما ذكرت في ال خ خ مع فتصوره بعينه في اللا خ خ مع من أنه متى لم يكن هذا مع ذاك ، لم يكن ذاك مع هذا ، وإلا كان ال خ خ مع حين لا يكون ؛ فإذا صدق : هذا الإنسان ليس بكاتب ، أي معنى الكاتب ليس مع هذا الإنسان ، صدق لا محالة. إن هذا الإنسان ليس مع معنى الكاتب. وإلا كان ال خ خ مع حاصلا ، حيث ليس هو بحاصل ، وكما تصورت اللامعية بين هذا الإنسان وبين الكاتب واجبة التحقق من الجانبين ، فأنت إذا نقلتها عن البعض إلى الكل مثل : خ خ [لا إنسان من الناس](١) بكاتب في هذه الساعة ، فتصورها ؛ أعني هذه اللامعية ، كذلك واجبة التحقق من الجانبين ، للوجه المقرر ، وكما تصورتها بين الإنسان وبين الكاتب ، وإذا أقمت مقام الكاتب الضاحك ، أو غيره مما شئت ، وقلت : هذا الإنسان ليس بضاحك بالإطلاق ، فتصور اللامعية بينهما من الجانبين بالإطلاق ، على موجب ما شهد له عقلك مما نبهت عليه.
وإذا أتقنت ما قرع سمعك ، فقل لي ، إذا صدق عندك : لا إنسان من الناس بضاحك في وقت ما ، فلا تقطع أن ما يتصور من معنى الضاحك يجب أن لا يكون مع إنسان من الأناسي في وقت ما ، وقع قطعك بأن الضاحك يجب أن لا يكون مع إنسان من الأناسي في وقت ، أفلا تقطع بأن كل إنسان يحتمل أن لا يكون مع الضاحك في وقت ما ، ما أظنك يشتبه عليك شيء من ذلك؟ بل لا بد من أن يكون عندك أظهر من الشمس إن صدق أن الضاحك ليس مع الإنسان يستلزم صدق : أن الإنسان ليس مع الضاحك ، وقد ظهر بين بياننا هذا أن سلب الضاحك عن الإنسان ، يستلزم سلب الإنسان عن الضاحك ، من غير شبهة. فإن قلت : وكلامك هذا مستدع أن لا يتفاوت جهة ال خ خ مع واللا خ خ مع في العكس ؛ ونراها تتفاوت عند المتأخرين ، أليسوا على أن إثبات الإنسانية مع عدم الضاحكية ، في قولك : لا إنسان بضاحك يصح ، وأن إثبات
__________________
(١) في (ط): (الإنسان من الناس).