وما أسفوا عشية بنت عنهم |
|
فتأسف أن يشطوا أو يبينوا |
تسلّ عن الحسان وكيف تسلو |
|
وبين ضلوعك الداء الدفين |
وفي الأظعان من جشم بن بكر |
|
ظباء حشو أعينها فتون |
عليهن الهوادج مطبقات |
|
كما انطبقت على الحدق الجفون |
كأن قد ودهنّ قدود سمر |
|
مثقفة بهن جفا ولين |
تهفهفت الصدور فهن لدن |
|
وأفعمت الروادف والبطون (١) |
حلين لنا برامة كلّ حين |
|
ألا إن الحوائن قد تحين |
عشية مسن غير مصنعات |
|
كما ماست من الأيك الغصون |
وعنّ لهن سرب مهى بواد |
|
مريع فالتقى عين وعين |
كلا السربين ليس له وفاء |
|
ولا حبل يشد به متين |
ضنينات عليك وكيف يرجى |
|
نوال يد وصاحبها ضنين |
جننا بالحسان البيض دهرا |
|
وإن هوى الحسان هو الجنون |
تناسين العهود فلا عهود |
|
وألوين الديون فلا ديون |
كأن أمامة حلفت يمينا |
|
لنا أن لا يصحّ لها يمين |
أغي بعدما ذهب التصابي |
|
وشابت بعد حنكتها القرون |
وعندك لابن وثّاب جميل |
|
فإن نشكر فمحقوق قمين |
فتى أولاك مكرمة وفضلا |
|
وعزّ به حماك فلا يهون |
أبا الزمّام صنت عليّ وجهي |
|
ومثلك من يذبّ ومن يصون |
وراعيت الذي راعى شبيب |
|
سقت مثواه سارية هتون |
ولو لا أنت لاتسعت خروق |
|
على ما في يدي وجرت شؤون |
ولكن أنت لي وزر منيع |
|
وحصن أستجير به حصين |
وقرأت بخط أبي الفرج أيضا مما علقه عن أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف ابن زريق المعري أن أبا الفتح كانت وفاته سنة ست وخمسين وأربعمائة ، أو في سنة سبع بحلب ، ويقتضي أن يكون مولده قبل التسعين وثلاثمائة ا ه. (ابن عساكر).
__________________
(١) في الأصل : تقهقهت الصدور فهن لدن وأفعمت الروادف والخئون