وماء شؤوني طار عن نار مهجتي |
|
فمن مخبري (١) هل يجمع الماء والنار |
نحولي شهيد عن حنيني إليكم |
|
وإن حضر الأشهاد لم يغن إنكار |
لحدّ حسام الدهر فيّ مضارب |
|
بدت ولذاك الإثر في القلب آثار |
تفاني عن الأوطان ما لم أبح به |
|
فصرت كفعل ظاهر فيه إضمار |
وكنت كغصن بات يمنع ريّه |
|
وقد رويت حولي من الماء أشجار |
فقلت ألا إن الممات بغربة |
|
لأفضل عند الضيم والناس أطوار |
وعرضت من صحبي أناسا بهم غدا |
|
يبعّد ذو فضل ويعبد دينار |
فعندهم ذو الفضل من فاق طمره |
|
ترى عند حسن القول تنطق أطيار |
وأعسر داء للفتى في حياته |
|
قتير بدا في العارضين وإقتار |
وكم نالت الخسران عند طلابها |
|
بصائر في كسب الحظوظ وأبصار |
فإن يغلط الدهر استعدت وصالكم |
|
وإلا فكيف الوصل والدهر غدّار |
وإن ... دار شكوت إليكم |
|
صروفا وإلا فالقبور لنا دار |
وأنشدني أبو محمد قال : أنشدني أبي يرثي صبيا :
أضرمت نيرانا بغير زناد |
|
فبدا تأججها على الأكباد |
وأتى الطبيب فما شفى لك غلة |
|
ولطالما قد كنت تشفي الصادي |
قد كان لي عين وكنت سوادها |
|
فاليوم لي عين بغير سواد |
قال عبد الصمد بن أبي الفرج : توفي والدي أبو الفرج في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بحلب ا ه (ابن عساكر).
وذكره السيوطي في «بغية الوعاة» وقال : إنه تردد إلى دمشق وأقرأ بها النحو ، وكان حاذقا فيه ، شرح ديوان المتنبي. ومن شعره :
طال فكري في جهول |
|
وضميري فيه حائر |
يستفيد القول مني |
|
وهو في زيّ مناظر |
__________________
(١) في الأصل : مجيري ، ولعل الصواب ما أثبتناه.