ومن تصانيفه : كتاب في النحو سماه الفصول جمع فيه أمهات المسائل. وكتاب المكنون المخزون في عيون الفنون. كتاب أسباب نزول القرآن. كتاب متشابه القرآن. كتاب الأعلام والطرايق في الحدود والحقايق. كتاب مناقب آل أبي طالب. كتاب المثالب. كتاب المائدة والفائدة ، جمع فيه أشياء من النوادر والفوائد.
عاش تسعا وتسعين سنة وشهرين ونصف وتوفي بحلب في التاريخ المذكور رحمهالله ا ه (الوافي بالوفيات).
وترجمه الملا في مختصره لتاريخ الإمام الذهبي فقال : قال ابن أبي طي في تاريخه في ترجمة المازندراني المذكور : نشأ في العلم والدراسة وحفظ القرآن وله ثماني سنين ، واشتغل بالحديث ولقي الرجال ، ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل البيت ، ونبغ في علم الأصول حتى صار رحلة ، ثم تقدم في علوم القرآن والقرآءات والغريب والتفسير والنحو ، وركب المنبر للوعظ ونفقت سوقه عند الخاصة والعامة. وكان مقبول الصورة مستعذب الألفاظ مليح الغوص على المعاني. حدثني قال : صار لي سوق بمازندران حتى خافني صاحبها ، فأرسل يأمرني بالخروج عن بلاده ، فصرت إلى بغداد في أيام المقتفي ، ووعظت فعظمت منزلتي واستدعيت وخلع علي ، وناظرت واستظهرت على خصومي فلقبت برشيد الدين وكنت ألقب بعز الدين ، ثم خرجت إلى الموصل ، ثم أتيت حلب. قال : وكان نزوله على والدي فأكرمه وزوجه بنت أخته فربيت في حجره وغذاني من علمه وبصرني في ديني. وكان إمام عصره وواحد دهره. وكان الغالب عليه علم القرآن والحديث ، كشف وشرح وميز الرجال وحقق طريق طالبي الإسناد وأبان مراسيل الأحاديث من الآحاد ، وفرق بين رجال الخاصة والعامة ، يعني بالخاصة الشيعة وبالعامة السنة.
حدثني أبي قال : ما زال أصحابنا بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الشيعي من ابن بطة الحنبلي ، حتى قدم الرشيد فقال : ابن بطة الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم.
وكان عند أصحابنا بمنزلة الخطيب للعامة ويحيى بن معين في معرفة الرجال. وقد عارض كل علم من علوم العامة بمثله وبرز عليهم بأشياء حسنة لم يصلوا إليها. وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الفنون كبير الخشوع والعبادة والتهجد لا يجلس إلا على وضوء. توفي ليلة سادس عشر شعبان ودفن بجبل الجوشن عند مشهد الحسين ا ه.