ولا أسفت (١) روحي بلقياكم |
|
إن حدثتني بتسليكم |
وقال أيضا :
مالي سوى حبكم مذهب |
|
ولا إلى غيركم مذهب |
بددتم شملي فيا هل ترى |
|
يجمعني يوما بكم مذهب |
وساح دمعي في هواكم دما |
|
فصرت فيكم مثلا يضرب |
أبكي وأنتم نصب عيني كما |
|
يغصّ بالماء الذي يشرب |
وقال أيضا :
أيّ يد عندي وأيّ منّه |
|
للركب إن بشّرني بهنّه |
صاحوا الرحيل فظللت والها |
|
أنشد قلبي بعد عنسهنّه |
كالتي بالحي قد شدوا العرى |
|
ليلهم وأرخوا الأعنّه (٢) |
وما سمعت قبل أن يرتحلوا |
|
بمطلع الشهب من الأسنّه |
يا حادي الأظعان ربّ فرج |
|
أحدثه طيب حد يثهنّه |
شرعت السجوف عن بهيّ |
|
تحسبها الأقمار في الدجنّه (٢) |
وشعره كثير منسجم من هذه النسبة.
قال أبو الفتح المذكور : اشتريت من دمشق فاكهة بأربعين درهما وقوسين بأربعين وقصدت شيزر ، فنزلت بخان في الربض فأخبر صاحبها مسعود بخبري فاستدعاني فدخلت عليه وقدمت له الهدية وانشدته أبياتا غزلا ومديحا ، فلما أنهيتها أخرج من تحت طراحته خمسة دراهم وقال : أنفق هذه عليك الليلة فطباخنا مريض ، فنزلت إلى الخان ، فلما كان صبيحة ذلك اليوم جاءني أستاداره وقال : الأمير يسلم عليك ويقول لك : كم ثمن الفاكهة والقوسين؟ قلت : معاذ الله أن أذكر ثمنا ، وإنما أهديتهما للأمير ، فقال : لابد ، فقلت : اشتريتهما من دمشق بثمانين واكتريت لي ولهما بعشرين درهما ، فمضى وعاد ومعه مائة
__________________
(١) لعل الصواب : ولا اشتفت ..
(٢) هكذا في الأصل.