من خراسان ، وكان يتعاطى لعب الجوارح فرد إليه المعتضد نوعا من أنواع جوارحه. ومات أبو علي بحلب في حياة سيف الدولة ، وله من الكتب كتاب «تهذيب البلاغة» ذكر ذلك كله محمد بن إسحق النديم. قال ثابت بن سنان : مات أبو علي أحمد بن نصر ابن الحسين بالشام (أي ببلاد الشام) في سنة ٣٥٢.
وحدث أبو جعفر طلحة بن عبد الله بن فتاش صاحب كتاب القضاة قال : كنا بحضرة سيف الدولة وقد كان من ندمائه قال : كان يحضر معنا مجلسه أبو نصر البنص وكان رجلا من أهل نيسابور أقام ببغداد قطعة من أيام المقتدر وبعدها إلى أيام الراضي ، وكان مشهورا بالطيبة والخلاعة وخفة الروح وحسن المحاضرة مع العفة والستر ، وتقلد الحكم في عدة نواح بالشام ، فقيل له يوما بحضرة سيف الدولة : لم لقبت البنص؟ فقال : ما هذا لقب وإنما هو اشتقاق من كنيتي كما أردنا أن نشتق من أبي علي مثل هذا (وأومأ إلى ابن البازيار) لقلنا البعل أو اشتققنا من أبي الحسن (وأومأ إلى سيف الدولة) لقلنا النحس ، فضحك سيف الدولة ولم ينكر عليه. وقد استدللت بهذه الحكاية على عظم قدر البازيار عند سيف الدولة إذ قرن اسمه باسمه. وذكر هلال أن أحمد بن نصر البازيار كان ابن أخت أبي القاسم علي بن محمد الحواري ، وكان أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة قد حبس لمحاكمة كانت بينه وبين رجل من أهل حلب فكتب إلى ابن البازيار من محبسه :
كذا الدهر بؤس مرة ونعيم |
|
فلا ذا ولا هذا يكاد يدوم |
وذو الصبر محمود على كل حالة |
|
وكل جزوع في الأنام ملوم |
يقول فيها :
أترضى الطماى (١) قاض بحبسه |
|
إذا اختصمت يوما إليه خصوم |
وإن زمانا فيه يحبس مثله |
|
لمثلي زمان ما علمت لئيم |
يكاد فؤادي يستطير صبابة |
|
إذا هب من نحو الأمين نسيم |
هل انت ابن نصر ناصري بمقالة |
|
لها في دجى الخطب البهيم نجوم |
ولائم قاض رد توقيع من به |
|
غدا قاضيا فالأمر فيه عظيم |
__________________
(١) كذا بالأصل.