ولده الملك العزيز الذي هو اليوم سلطان حلب. كتاب «ضوء الصباح في الحث على السماح» ، صنفه للملك الأشرف وكان قد سير من حران يطلبه ، فإنه لما وقف على خطه اشتهى أن يراه ، فقدم عليه فأحسن إليه وأكرمه وخلع عليه وشرفه. كتاب «الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة» وأنا سألته جمعه فجمعه لي وكتبه في نحو أسبوع وهو عشرة كراريس. كتاب «في الخط وعلومه ووصف آدابه وأقلامه وطروسه وما جاء فيه من الحديث والحكم» ، وهو إلى وقتي هذا لم يتم. كتاب «تاريخ حلب» في أخبار ملوكها وابتداء عمارتها ومن كان بها من العلماء ومن دخلها من أهل الحديث والرواية والدراية والملوك والأمراء والكتاب.
وشاع ذكره في البلاد ، وعرف خطه بين الحاضر والباد ، فتهاداه الملوك وجعل مع اللآلي في السلوك ، وضربت به في حياته الأمثال وجعل للناس في زمانه حذوا ومثالا. فما رغب في خطه أنه اشترى وجهة واحدة بخط ابن البواب بأربعين درهما ونقلها إلى ورقة عتيقة ووهبها من حيدر الكتبي فذهب بها وادعى أنها بخط ابن البواب وباعها بستين درهما زيادة على الذي بخط ابن البواب بعشرين درهما. ونسخ لي هذه الرقعة بخطه فدفع فيها كتاب الوقت على أنها بخطه دينارا مصريا ، ولم يطب قلبي ببيعها. وكتب لي أيضا جزءا فيه ثلاث عشرة قائمة نقلها من خط ابن البواب ، فأعطيت فيها أربعين درهما ناصرية قيمتها أربعة دنانير ذهبا فلم أفعل ، وأنا أعرف أن ابن البواب لم يكن خطه في أيامه بهذا النفاق ولا بلغ هذا المقدار من الثمن ، وقد ذكرت ما يدل على ذلك في ترجمة ابن البواب. فممن كتب إليه يسترفده شيئا من خطه سعد الدين منوجهر الموصلي ، ولقد سمعته مرارا يزعم أنه أكتب من ابن البواب ويدعي أنه لا يقوم له أحد في الكتابة ، ويقر لهذا كمال الدين بالكمال ، فوجه إليه على لسان القاضي أبي علي القيلوي وهو المشهور بصحبة السلطان الأشرف يسأله سؤاله في شيء من خطه ولو قائمة أو وجهة ، وكان اعتماده على أن ينقل له الوجهة المقدم ذكرها.
وممن كتب إليه يسترفده خطه أمين الدين ياقوت المعروف بالعالم ، وهو صهر أمين الدين ياقوت الكاتب الذي يضرب به المثل في جودة الخط وتخرج به ألوف وتتلمذ له من لا يحصى. كتب إلي كمال الدين رقعة وهو حي يرزق نسختها :
(الذي حض الخادم على عمل هذه الأبيات وإن لم يكن من أرباب الصناعات أن