الصدر الكبير الفاضل عز الدين حرس الله مجده لما وصل إلى الموصل خلد الله ملك مالكها نشر من فضائل المجلس العالي العالمي الفاضلي كمال الدين كمل الله سعادته كما كمل سيادته ، وبلغه في الدارين مناه وإرادته ما يعجز البليغ عن فهمه فضلا عن أن يورده ، لكن فضائل المجلس كانت تملى على لسانه وتشغله ، فطرب الخادم من استنشاق رياها ، واشتاق إلى رؤية حاويها عند اجتلاء محياها ، فسمح عند ذلك الخاطر مع تبلده بأبيات تخبر المجلس محبة الخادم له وتعبده ، وهي :
حيا نداك كمال الدين أحيانا |
|
ونشر فضلك عن محياك حيّانا |
وحسن أخلاقك اللائي خصصت بها |
|
أهدت على البعد لي روحا وريحانا |
حويت يا عمر المحمود سيرته |
|
خلقا وخلقا وأفضالا وإحسانا |
إن كان نجل هلال في صناعته |
|
ونجل مقلة عينا الدهر قد كانا |
فأنت مولاي إنسان الزمان وقد |
|
غدوت في الخط للعينين إنسانا |
قد بث فضلك عز الدين مقتصدا |
|
ونث شكرك إسرارا وإعلانا |
فضاع نشرك في الحدباء واشتهرت |
|
آيات فضلك أرسالا ووحدانا |
أثني عليك وآمالي معلقة |
|
بحسن عفوك ترجو منك غفرانا |
وإن تطفلت في صدق الوداد ولم |
|
يقض التقلاقي لنا عفوا ولا حانا |
فما ألام على شيء أتيت به |
|
فالأذن تعشق قبل العين أحيانا |
يا أفضل الناس في علم وفي أدب |
|
وأرجح الخلق عند الله ميزانا |
قد شرف الله أرضا أنت ساكنها |
|
وشرف الناس إذ سوّاك إنسانا |
قد هجم الكلام على المجلس العالي بوجه وقاح ، ولم يخش مع عفو المولى وصمة الافتضاح ، فليلق عليها المولى ستر المعروف ، فهو أليق بكرمه المألوف والسلام).
فكتب إليه كمال بخطه الدري ولفظه السحري وأنشدنيها لنفسه :
يا من أبحت حمى قلبي مودته |
|
ومن جعلت له أحشاي أوطانا |
أرسلت نحوي أبياتا طربت بها |
|
والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا |
فرحت أختال عجبا من محاسنها |
|
كشارب ظل بالصهباء نشوانا |
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة |
|
من البلاغة والترصيع ألوانا |