ابن محمد بن الحسين ابن عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس ، ولم يزل مدرسا إلى أن توفي في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستماية.
فولي بعده ولده تاج الدين أبو المعالي الفضل ، واستمر مدرسا إلى أن توفي فجأة في أواخر سنة ثلاث وثلاثين وستماية ، وخلع في يوم تدريسه عشرين خلعة على من حضر درسه من متميزي الفقهاء.
فولي بعده كمال الدين أبو القاسم عمر بن قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن هبة الله ابن أبي جرادة المعروف بابن العديم ، ولم يزل مستمرا على تدريسها إلى أن قصد دمشق في خدمة الملك الناصر ، فولي تدريسها استقلالا ولده مجد الدين أبو المجد عبد الرحمن وتدريسها بيد بني العديم إلى الآن صورة. انتهى.
وكانت هذه المدرسة أخيرا في أيامي يستحي الشخص أن يمر على بابها من الفضلاء والعلماء والجالسين على دككها كالشيخ عز الدين الحاضري وجماعته ، وقد حضرت بها الدرس في أيام السيفي قصروه درس بها الشيخ أبو بكر بن إسحق الحنفي القاضي درسا حافلا في قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(١) ورتبه على علوم ، وحضر قضاة البلد وشيخنا وفضلاء البلد إذ ذاك والكافل. فلما أخذ في الدرس سأله شيخنا مسألة فأرتج عليه بقية الدرس ، ودرس بعده في المجلس مدرسها عز الدين بن العديم.
ودرس في هذه المدرسة أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن أمين الدولة وهو مذكور مع أقاربه. ودرس بها أيضا الحسين بن محمد أسعد الفقيه المعروف بالنجم ، وله تصانيف في الفقه منها «شرح الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن فرغ من تصنيفه بمكة ، وله «الفتاوي والواقعات». وكان دينا ، وله حكاية طويلة في حضوره عند نور الدين وقد سأله عن لبس خاتم في يده كان فيه لوزات من ذهب ، فقال له : تتحرز عن هذا ويحمل إلى خزائنك من المال الحرام كل يوم كذا وكذا ، فأمر نور الدين بإبطال ذلك. وسميت الحلاوية لأنه كان عندها سوق الحلوانيين ا ه.
وقال أبو ذر في أول الفصل الحادي عشر في خطط حلب وقلعتها : ولنبدأ في الكلام
__________________
(١) آل عمران : ١٨.