بكتاب استفتحه بعد البسملة :
ولو قلت طأ في النار أعلم أنه |
|
رضى لك أو مدن لنا من وصالك |
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها |
|
هدى منك لي أو ضلة من ضلالك |
ثم قدم حلب بعد كتابه فاستنابه برهان الدين ولم يزل نائبا عنه إلى أن مات ، فحزن عليه برهان الدين حزنا غلب عليه ، ولما فرغ من الصلاة عليه التفت إلى الناس وقال : شمت الأعداء بعلي لموت أحمد.
ولم يزل برهان الدين مدرسا إلى أن خرج من حلب لأمر جرى بينه وبين مجد الدين أبي بكر محمد بن محمد بن نوشتكين بن الداية لما كان نائبا عن السلطان بحلب ، وقصد دمشق فأقام بها إلى أن توفي في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسماية ، وتولى المدرسة بعد خروجه الفقيه الإمام عبد الرحمن بن محمود بن محمد بن جعفر الغزنوي أبو الفتح ، وقيل أبو محمد الحنفي الملقب علاء الدين ، فأقام بها مدرسا إلى أن توفي بحلب لسبع بقين من شوال سنة أربع وستين وخمسماية.
وولي بعده ولده محمود وكان صغيرا ، فتولى تدبيره الحسام علي بن أحمد بن مكي الرازي الورودي ، ثم ولي بعده الإمام رضي الدين محمد بن محمد بن محمد أبو عبد الله السرخسي ، وكان في لسانه لكنه فتعصب عليه جماعة من الفقهاء الحنفية وصغروا أمره عند نور الدين ، وكانت وفاته يوم الجمعة آخر جمعة في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسماية ، فكتب نور الدين إلى عالي بن إبراهيم بن إسماعيل أبي علي الغزنوي وكان بالموصل ليقدم إلى حلب ليوليه تدريس المدرسة ، واتفق أن أبا بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الملقب علاء الدين سير رسولا من الروم إلى نور الدين فعرض عليه المقام بحلب والتدريس بالحلوية ، فأجابه إلى ذلك ووعده أن يعود إلى حلب بعد رد جواب الرسالة ، فعاد إلى الروم ثم قدم حلب فولي عالي تدريس الحلاوية يوما واحدا.
ثم إن نور الدين استحيا من علاء الدين الكاساني فاستدعى ابن الحكيم مدرس مدرسة الحدادين إلى دمشق وولى عالي الغزنوي مكان ابن الحكيم ، ثم ولي علاء الدين الحلاوية ، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الأحد بعد الظهر عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسماية.
وولي بعده عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب بن الحسين بن أحمد بن الحسين