وآب بقسطنطين وهو مكبل |
|
تحفّ بطاريق به وزرازر |
وولّى على الرسم الدمستق هاربا |
|
وفي وجهه عذر من السيف عاذر |
فدى نفسه بابن عليه كنفسه |
|
وللشدة الصماء تقنى الذخائر |
وقد يقطع العضو النفيس لغيره |
|
وتدفع بالأمر الكبير الكبائر |
وكان سيف الدولة قلما ينشط لمجلس الأنس لاشتغاله عنه بتدبير الجيوش وملابسة الخطوب وممارسة الحروب ، فوافت حضرته إحدى المحسنات من قيان بغداد فتاقت نفس أبي فراس إلى سماعها ولم ير أن يبدأ باستدعائها قبل سيف الدولة ، فكتب إليه يحثه على استحضارها فقال :
محلك الجوزاء أو أرفع |
|
وصدرك الدهناء بل أوسع |
وقلبك الرحب الذي لم يزل |
|
للجد والهزل به موضع |
رفّه بقرع العود سمعا غدا |
|
قرع العوالي جلّ ما يسمع |
قال ابن خلكان : ذكر الصابي في تاريخه قال : في يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأول من سنة سبع وخمسين وثلثمائة جرت حرب بين أبي فراس وكان مقيما بحمص وبين أبي المعالي بن سيف الدولة ، واستظهر عليه أبو المعالي وقتله في الحرب وأخذ رأسه وبقيت جثته مطروحة في البرية إلى أن جاءه بعض الأعراب فكفنه ودفنه. قال غيره : وكان أبو فراس خال أبي المعالي وقلعت أمه سخينة عينها لما بلغها وفاته ، وقيل إنها لطمت وجهها فقلعت عينها. وقال ابن خلكان : لما مات سيف الدولة عزم أبو فراس على التغلب على حمص ، فاتصل خبره بأبي المعالي بن سيف الدولة وغلام أبيه قرعويه فأنفذ إليه من قاتله فأخذ وقد ضرب ضربات فمات في الطريق.
قال : ورأيت في ديوانه أنه لما حضرته الوفاة كان ينشد مخاطبا ابنته :
أبنيتي لا تجزعي |
|
كل الأنام إلى ذهاب |
نوحي عليّ بحسرة |
|
من خلف سترك والحجاب |
قولي إذا كلمتني |
|
فعييت عن رد الجواب |
زين الشباب أبو فرا |
|
س لم يمتع بالشباب |
وهذا يدل على أنه لم يقتل ، أو يكون قد جرح وتأخر موته ثم مات من الجراحة.