كأنما النهر وقد حفت به |
|
أشجاره فصافحته الأغصن |
مرآة غيد قد وقفن حولها |
|
ينظرن فيها أيّهن أحسن |
ورثاه ابن الوردي بقوله :
قد كان نجم الدين شمسا أشرقت |
|
بحماة للداني بها والقاصي |
عدمت ضياء ابن العديم فأنشدت |
|
مات المطيع فيا هلاك العاصي |
ومن نظمه كما في مجموعة الشيخ محمد العرضي وفي ترجمته في الدر المنتخب :
من بعد بعدك يا من كان يؤنسني |
|
ما أبصرت حسنا عيني ولا رمقت |
سواك ما مرّ في بالي ولا شفتي |
|
بغير ذكرك يا أقصى المنى نطقت |
أشكو إليك غراما فيك أقلقني |
|
فدتك نفسي على طول المدى ووقت |
وفرط شوق ووجد ناره وقدت |
|
بين الأضالع والأحشاء فاحترقت |
أستودع الله وجها مشرقا بهجا |
|
كأن منه بدور التمّ قد خلقت |
مهلا فإن الليالي ربما قبضت |
|
بنانها والأماني ربما صدقت |
وذكره صديقنا الشيخ أحمد الصابوني رحمهالله في تاريخ حماة فقال : كان علامة زمانه وزينة دهره ، مجيدا في أكثر العلوم ، عنده من الفنون وعلوم الأدب ما قل أن يكون لغيره ، وكان جيد الخط والشعر ، ذا مروءة طبيعية وتحفظ عجيب بحيث لم يحفظ عنه أنه شتم أحدا مدة ولايته. وكان قاضي حماة معتبرا عند الملوك ذا مكانة عظيمة مشي أهل البلد كلهم في جنازته ، وقد آثر صاحب حماة بعد وفاة ابن العديم أن لا ينقطع أمر تولية القضاء من هذا البيت لأهل حماة فولى بعده ابنه جمال الدين عبد الله وهو شاب أمرد لا نبات بعارضيه ا ه.
وله من المؤلفات «منهاج على مذهب الحنفية» وهو مشتمل على أصول وفروع جمع فيه بين الجامع الصغير وبين الطحاوي والقدوري بأوجز لفظ وأحسن بيان ، قاله في الكشف.